السبت, 27 سبتمبر 2025 09:27 PM

لبنان يحيي ذكرى نصرالله وسط دعوات لجيش موحد.. وتأكيد على التمسك بسلاح المقاومة

لبنان يحيي ذكرى نصرالله وسط دعوات لجيش موحد.. وتأكيد على التمسك بسلاح المقاومة

احتشد الآلاف من أنصار حزب الله بالقرب من ضريح أمينه العام السابق، حسن نصرالله، يوم السبت، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتياله في غارات إسرائيلية قرب بيروت. وأكد العديد منهم على التمسك بسلاح الحزب رغم قرار السلطات اللبنانية بنزعه.

استشهد نصرالله عن عمر يناهز 64 عامًا في غارات جوية استخدمت فيها أطنان من المتفجرات، استهدفت منشأة تابعة للحزب تحت الأرض في منطقة حارة حريك، معقله في ضاحية بيروت الجنوبية، في 27 أيلول/سبتمبر 2024، خلال حرب خاضها الطرفان.

وبعد أسبوع، اغتالت إسرائيل أيضًا القيادي البارز هاشم صفي الدين، الذي أعلن الحزب لاحقًا أنه عُيّن أمينًا عامًا له خلفًا لنصرالله.

يعتبر نصرالله قائدًا تاريخيًا للحزب، حيث تولى الأمانة العامة لمدة 32 عامًا شهدت تطوير قدراته العسكرية والتسليحية، وبناء منظومة شاملة تضم مؤسسات تربوية واجتماعية وصحية.

من جهته، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، يوم السبت، أن لا خلاص لبلاده إلا بجيش واحد ودولة قوية ومؤسسات دستورية.

جاء ذلك في بيان له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجيش الإسرائيلي الأمينين العامين السابقين لـ"حزب الله"، حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.

وقال عون إنها "مناسبة للتأكيد على أن حماية التضحيات التي يقدمها أبناء هذا الوطن لا تكون إلا بوحدة الموقف، والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة، القوية، العادلة".

وأكد أن "الأخطار التي تهدد لبنان اليوم، من أمنية وسياسية واقتصادية، لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التكاتف الوطني، والابتعاد عن الانقسام، والتأكيد أن لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة اللبنانية، التي وحدها تمتلك الشرعية".

وأعرب عون عن أمله "أن تكون هذه الذكرى الأليمة محطة للتلاقي، ولترسيخ الإيمان بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة واحدة، وجيش واحد، ومؤسسات دستورية تحمي السيادة وتصون الكرامة".

حديث عون عن "إنهاء الانقسام، وجيش واحد"، يأتي بعد أن أقرت الحكومة اللبنانية مطلع سبتمبر الجاري، خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، بما فيه سلاح "حزب الله"، وقررت الإبقاء على مضمونها والمداولات بشأنها "سرية".

وتوافد مناصرو الحزب المدعوم من طهران، إلى محيط ضريح نصرالله على طريق المطار جنوب بيروت، استعدادًا لاحتفال مركزي إحياء لذكرى نصرلله وصفي الدين، يحضره أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي وصل إلى بيروت في وقت سابق.

ورفعوا رايات الحزب الصفراء وأعلامًا لبنانية وإيرانية، وصور نصرالله وصفي الدين، بينما بثت مكبرات صوت أناشيد دينية وحزبية، بحسب مراسل فرانس برس.

وقالت طالبة علم النفس زهراء حيدر (18 سنة) لفرانس برس "بعد عام من استشهاد السيد نصرالله، نعيش مشاعر الحزن والفقد، مررنا بظروف صعبة لأنه استشهد في وقت كنا بحاجة اليه".

وأضافت "لأجل دمائه ودماء الشهداء الذين قضوا، باتت لدينا عزيمة وارادة بأننا لن نسلم السلاح ولن نخضع للعدو" الإسرائيلي.

كان لاغتيال نصرلله وقع الصاعقة لدى مناصريه، وترافق مع ضربات قاسية على صعيد البنية القيادية والترسانية العسكرية تلقاها الحزب خلال المواجهة المدمّرة مع إسرائيل.

وشكّل مقتله كذلك ضربة كبيرة لحزب الله بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان. وبعد الحرب، يواجه الحزب ضغوطا لتسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية. ووضع الجيش مطلع أيلول/سبتمبر خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، تقضي أولاها بسحبه من المنطقة الحدودية مع اسرائيل.

وقال وسام حدرج (51 عاما) وهو موظف في العراق حضر الى مكان إحياء الذكرى "السيد حسن نصرالله هو علمنا الأوحد، وهذا الطريق نتابعه حتى النهاية شاء من شاء وأبى ومن أبى".

وتابع "ما جرى منذ الحرب الأخيرة، زادنا حماسا وقوة واليوم باتت لدينا قضية جديدة، لن نساوم على سلاحنا ولن نسلمه" الى السلطات.

وخلال الأسابيع الأخيرة، كرر الأمين العام للحزب نعيم قاسم الذي من المقرر أن يلقي كلمة في المناسبة السبت، رفض الحزب التخلي عن سلاحه، متهما الحكومة بارتكاب "خطيئة" كبرى تحت ضغط أميركي لتجريده من السلاح.

ورغم سريان وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله منذ تشرين الثاني/نوفمبر، يواصل الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات على ما يصفها بـ"أهداف عسكرية" تابعة للحزب، خصوصا في الجنوب. ويقول إنه لن يوقف ضرباته ما لم تنزع السلطات سلاح الحزب.

مشاركة المقال: