السبت, 27 سبتمبر 2025 07:55 PM

إلهام أحمد: اللامركزية حل لتجاوز أخطاء الماضي وضمان حقوق السوريين

إلهام أحمد: اللامركزية حل لتجاوز أخطاء الماضي وضمان حقوق السوريين

القامشلي – نورث برس – أكدت إلهام أحمد، مسؤولة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، في لقاء مع “المجلة”، أن تبني نظام لا مركزي في سوريا يمثل ضرورة حتمية للمرحلة الانتقالية، وذلك لتجاوز إخفاقات النظام السابق الذي همّش الهويات المحلية.

وشددت أحمد على أن “اعتماد النظام اللامركزي لا يقتصر على الحفاظ على وحدة البلاد، بل يهدف أيضاً إلى تقديم ضمانات فعلية لجميع السوريين بمختلف انتماءاتهم، وتجنب تكرار أخطاء النظام المركزي الذي قمع الهويات المحلية وقيد حرية العمل السياسي والتنمية”.

وأوضحت أحمد أن الإدارة الذاتية قدمت خلال المفاوضات مع الحكومة السورية الانتقالية رؤية واضحة لنظام لا مركزي، يتضمن توزيع السلطات بين الحكومة المركزية والمحافظات، وإنشاء مجلسين في البرلمان، أحدهما يمثل الشعب والآخر يمثل المحافظات، بالإضافة إلى ضمان الحق في التعليم باللغة الأم، وتمثيل المرأة سياسياً في مراكز صنع القرار.

وأشارت إلى أن هذه الرؤية تشكل إحدى أبرز النقاط الخلافية مع دمشق، إلى جانب قضية العلاقة المستقبلية بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش السوري، مبينة أن “دمشق لا تزال تفتقر إلى رؤية واضحة في هذا الصدد، على الرغم من وجود اتفاق مبدئي على تشكيل لجان متخصصة لمناقشة القضايا العالقة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بسبب عدم تجاوب دمشق”.

وأفادت مسؤولة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بأن التفاوض مع دمشق يستند إلى اتفاق تم التوصل إليه في آذار بين قائد (قسد) الجنرال مظلوم عبدي، والرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مشيرة إلى أن من بين المقترحات المطروحة تولي عبدي أو أحد قادة (قسد) منصب رئيس الأركان أو وزير الدفاع، وذلك في إطار خطة تدريجية لدمج القوات ضمن الجيش السوري.

وفي ردها على سؤال حول عدد قوات سوريا الديمقراطية، ذكرت إلهام أحمد أن “عدد قوات قسد والأمن الداخلي يبلغ نحو 100 ألف عنصر، من بينهم 12 إلى 13 ألف مقاتلة من وحدات حماية المرأة، اللاتي أثبتن دورهن الريادي في مكافحة الإرهاب، ويجب الحفاظ على وجودهن ودورهن في المستقبل”.

وأكدت أن الإدارة الذاتية منفتحة على عملية اندماج تدريجي في المؤسسات الرسمية، من خلال تشكيل لجان تنسيق عسكرية وفرق مشتركة، معتبرة أن “الاندماج المباشر والمفاجئ قد يؤدي إلى نتائج سلبية”، وبالتالي يجب اعتماد نموذج متدرج لتجنب أي صدام أو خلل.

وفيما يتعلق بالتوقيت، أوضحت السياسية الكردية أن اللجان المختصة كان من المفترض أن تجتمع قبل زيارة الرئيس السوري إلى نيويورك، إلا أن اللقاءات لم تُعقد ولم تتم دعوة الإدارة الذاتية، مشيرة إلى أن الجهود مستمرة وأن الحوار يبقى هو السبيل الأمثل للوصول إلى تفاهمات شاملة.

وحول تصريح نُقل عن أحمد الشرع، في 19 من الشهر الجاري، مفاده أنه “إذا لم يتم تحقيق عملية الاندماج من قبل قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري حتى كانون الأول/ديسمبر، قد تتحرك تركيا عسكرياً ضدها”، قالت إلهام أحمد: “أشك في دقة ما نُقل عن الشرع. لا أعتقد أن يتم التهديد مباشرة بهجوم تركي على قسد إن لم نتوصل إلى تفاهمات. لست متأكدة من صحة هكذا تصريح، لكن بخصوص المدة الزمنية، بالتأكيد نحن في سوريا عشنا سنوات من الصراع، وفجأة حدث تغيير. مباشرة يعني خلال عام واحد يجب أن تنتهي أو تُسوّى الأمور بشكل كامل؟ هذا أيضاً شيء خيالي”.

يُذكر أن “المجلة” أجرت اللقاء المطول مع مسؤولة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، في لندن، في 21 من أيلول/سبتمبر الجاري، وسيتم نشره على ثلاث حلقات.

تحرير: عبدالسلام خوجة

مشاركة المقال: