السبت, 27 سبتمبر 2025 05:10 PM

الناشطان أحمد بريمو وهبة الحجي يعلنان الانسحاب من الشأن العام بسبب خطاب الكراهية

الناشطان أحمد بريمو وهبة الحجي يعلنان الانسحاب من الشأن العام بسبب خطاب الكراهية

أعلن الناشطان "أحمد بريمو" و"هبة الحجي" انسحابهما من العمل في الشأن العام السوري، وذلك نتيجة للهجوم والانتقادات التي تعرضا لها بسبب مواقفهما الأخيرة.

سناك سوري _ دمشق

بدأ الأمر مع "بريمو" الذي نشر بيان اعتذار وانسحاب عبر حسابه، معلناً قراره بالابتعاد عن الشأن السوري بشكل كامل والتخلي عن حقه في الحديث أو التعليق على أي أمر يخصه عبر حساباته الشخصية.

أحمد بريمو.. الإرهاق في مواجهة خطاب التحريض

أوضح مؤسس منصة "تأكد"، والتي تأسست عام 2016، أن المنصة تضم حالياً موظفين ومتطوعين ومديراً جديداً، بينما ستقتصر مهامه على الجوانب الإدارية والاستشارية، معرباً عن أمله في عدم الربط بين ما تنشره المنصة وشخصه.

وأضاف "بريمو" أنه انخرط في الشأن العام حباً بوطنه، لكنه واجه ما وصفهم بـ "حدثاء الأسنان والمتطرفون في المواقف" الذين يرون الأمور من خلال منظور طائفي أو قومي أو ديني، ويحولونه إلى خصم ويتهمونه بالتنافس على المناصب.

وأشار "بريمو" إلى أن الكثيرين مثله يشعرون بالإرهاق والاشمئزاز من الواقع الذي وصل إليه السوريون، نتيجة لانتشار خطاب التحريض منذ "بشار الأسد"، وما تبعه من كراهية وإقصاء وتهديد واتهام، مما حول الفضاء الرقمي السوري إلى ساحة صراع وتصفية حسابات واغتيال معنوي، بدلاً من أن يكون مساحة للتضامن والتواصل.

واختتم بأنه لم يعد قادراً على الاستمرار في هذا الجو المسموم الذي يؤثر على حياته وحياة من يحبهم.

هبة الحجي.. الوجع الأكبر شتم أبي الراحل

الناشطة "هبة الحجي" أعلنت أيضاً انسحابها من الشأن العام السوري بعد 14 عاماً من العمل فيه، وقالت إنها تعلمت أن الشعارات قد تكون كذبة كبيرة، مشيرة إلى أن بعض التيارات مثل "التيار النسوي السوري" تبين أنها واجهة مليئة بالنفاق.

وأضافت أنها شهدت الخذلان والإقصاء والتهميش، لكن الوجع الأكبر كان عندما سمعت أحداً يشتم والدها الراحل، وشعورها بأنها كانت السبب في ذكر والدها في هذا السياق، مما جعلها تعيش بتأنيب ضمير.

وأكدت "الحجي" أن انسحابها ليس ضعفاً ولا يأساً، بل هو قرار واعٍ لحماية نفسها وأهلها وذكرى والدها من أي إساءة إضافية، وأن انسحابها من الشأن العام لا يعني توقفها عن العمل والعطاء من أجل سوريا، ولكن بطريقتها وفي المكان الذي تستطيع فيه أن تكون صادقة مع نفسها وبلدها.

خطاب الكراهية والاغتيال المعنوي

تعرض "بريمو" لهجمات وانتقادات واسعة في مناسبات عدة بسبب ما ينشره عبر منصة "تأكد" المختصة بالتحقق من الأخبار المضللة، بينما واجهت "الحجي" انتقادات وشتائم بسبب مواقفها النسوية، خاصة حديثها عن خطف النساء.

يواجه الناشطون الذين لا يتخذون مواقف "شعبوية" ترضي الجمهور على فيسبوك حملات تخوين وشتائم وتهديد، وقد ازدادت حدة هذا الخطاب بعد 8 كانون الأول 2024.

تحول "الفيسبوك السوري" في معظمه إلى ساحة للتحريض والكراهية والدعوة للعنف وتنظيم حملات شتائم تستهدف ناشطاً/ة بسبب موقف ما، وقد انعكس هذا التحريض على أرض الواقع ولعب دوراً في إشعال الأجواء خلال محطات مثل "مجازر الساحل" و"أحداث السويداء"، حيث تحول "فيسبوك" إلى منصة للطائفية وتمجيد العنف والدعوة إلى المزيد من القتل.

في المقابل، لم تتحرك السلطات السورية لمحاسبة ناشري الخطاب الطائفي التحريضي، رغم أن بعضهم يستخدمون أسماءهم الصريحة وصورهم الواضحة، بينما تشارك أعداد كبيرة من الحسابات الوهمية بقوة في حملات التحريض والشتم باسم الدفاع عن السلطة. ورغم أن قانون "جرائم المعلوماتية" الذي تم استخدامه ضد مهاجمي السلطة، يجرم الخطاب الطائفي والتحريضي، إلا أنه لم يتم استخدامه لمحاسبة الآلاف من أصحاب الحسابات المختصة بالتحريض والشتم والتهديد.

يبدو انسحاب الناشطين الذين تمسكوا بالعمل في الشأن العام على مدار سنوات الثورة، ولم يظهروا يأساً من الاستمرار رغم كل التحولات السياسية، مؤشراً على تدهور في شكل الوسط السوري العام ونوعاً آخر من خنق حرية التعبير باستعمال جيوش إلكترونية مختصة بالتهديد والشتم والتخوين، مما يشكل خيبة أمل لكثيرين رأوا في سقوط النظام السابق فرصة لاستعادة الفضاء العام وفتح هامش الحريات وانتزاع حق السوريين في التعبير عن آرائهم دون تحريض أو دعوة للعنف.

مشاركة المقال: