درعا-سانا: يجسد الفنان والأديب عماد المقداد تجربة فريدة، حيث يمزج بين الرسم والكتابة للأطفال والكبار، محولاً الغربة والمنفى إلى مصدر إلهام لا ينضب. من خلال فنه وأدبه، يخلق المقداد عوالم تعكس تجربته الإنسانية ويعبر عن قضايا مجتمعه وهمومه.
وفي حديث خاص مع سانا، أكد المقداد أن المنفى والغربة قد يكونان حافزاً قوياً للإبداع. وأشار إلى أن تجربته في الأردن كانت نقطة انطلاق، حيث بدأ بتدوين ورسم كل ما يخطر بباله من أفكار ورؤى.
يقول المقداد، الذي لقبه زملاؤه بـ "الفنان الشامل": "لدي شغف بالرسم الجداري التعليمي، بالإضافة إلى تأليف 30 كتاباً في أدب الطفل والشعر والإبداع، منها 'نغيمات الرحيل' و'ابن الشتاء' و'من شرفة قاسيون'، وسلسلة 'يوميات نانا' للصغار المكونة من ستة أجزاء. كما شاركت في العديد من المعارض التشكيلية في دول مختلفة."
وتشمل مؤلفات المقداد عناوين بارزة مثل "الإبداع والتشكيل الفني، دراسات وقراءات في الفن التشكيلي حول ملامح النسيج التشكيلي، اللغة البصرية، الفنان الصغير وأسس العمل الإبداعي"، بالإضافة إلى مجموعة قيمة من كتب أدب الطفل التي تركز على القيم والسلوك والأرقام والحروف والشعر. ولم يقتصر إبداعه على ذلك، بل امتد ليشمل الموسيقا، حيث قدم العديد من الإنتاجات في مجال كتابة أناشيد الأطفال، ويعمل حالياً مع عدة قنوات كرتون متخصصة بالأطفال.
ويضيف المقداد: "سعيت من خلال تجربتي إلى تطوير الفن التشكيلي ونقله من مرحلة التقليد إلى مرحلة الإبداع، مما أتاح لي تجاوز الرسم التقليدي للأشياء كما هي، وتبني التجريد كأداة للتعبير."
وحول سلسلة "يوميات نانا" للأطفال، أوضح أنها تتكون من مجموعة قصص موجهة للأطفال من سن 4 إلى 11 عاماً، وتتناول موضوعات تتعلق بالسلوكيات الحميدة، بأسلوب سهل وواضح للقارئ والمربي، مع تخصيص صفحة للحوار التفاعلي حول مضمون القصة، وجانب ترفيهي مستوحى من القصة، مثل توصيل الصورة بالكلمة، وحل المتاهة، وإيجاد الفروقات العشرة، ورسم الأشكال والتلوين، بهدف تنمية مهارات الطفل.
وفيما يتعلق بالشعر، يقول المقداد: "حاولت من خلال الشعر توثيق معاناة الشعب السوري جراء الانتهاكات التي ارتكبها النظام البائد، وخاصة في ديوان 'نغيمات الرحيل'."
يذكر أن الفنان المقداد من أبناء مدينة بصرى الشام في محافظة درعا، ولد في دمشق عام 1970، وهو خريج كلية الهندسة الكهربائية بدمشق، تخصص إلكترون.