مع انطلاق العام الدراسي الجديد في سوريا، يواجه الطلاب تحديات جمة، من تأمين اللباس والقرطاسية إلى الكتب المدرسية. وسط هذه الصعوبات، تتزايد ظاهرة تبادل الكتب المستعملة بين الطلاب، حيث أصبحت تشكل عبئاً مادياً كبيراً على الأسر، خاصةً تلك التي لديها أكثر من طالب في المدرسة.
"أفضل من شراء الجديدة"
يقول كرم، وهو طالب في الصف الثاني الثانوي لصحيفة الحرية: "اشتريت العام الماضي كتباً جديدة، ولكن لم أتوقع أن أضطر لتبديلها بكتب مستعملة للصف الثالث الثانوي." وأضاف: "أعطيت الكتب المستعملة لشقيق زميلي الأصغر مني بعام، وأبحث عن طالب بكالوريا لشراء كتبه المستعملة لأنها أقل تكلفة من الجديدة."
"قلة الحيلة"
تؤكد سيدرا، وهي طالبة جامعية، أن الحاجة وقلة الحيلة دفعت الكثير من طلاب المرحلة الثانوية للبحث عن الكتب المستعملة، موضحةً: "الأمر ليس معيباً طالما أن الهدف هو تحصيل العلم والنجاح وتجاوز الصعوبات. إنه بالتأكيد أفضل من التسرب والجهل."
"شراء الجديد مرغماً"
يقول برهان، صاحب مكتبة: "الكثير من الطلاب يأتون إلي للبحث عن الكتب المستعملة، خاصةً للمرحلة الثانوية، ومن لا يجد يضطر لشراء الجديد."
"استعادة جزء من المبلغ"
تبين أمينة المكتبة خلود مسعود أن بيع الكتب المستعملة بعد عام من استخدامها يمثل وسيلة لاستعادة جزء من المبلغ المدفوع، مشيرةً إلى أنه في السابق كان الجار يعطي جاره كتب ابنه، ولكن الأزمة المعيشية المتفاقمة أجبرت البعض على بيعها على أمل شراء نسخة مستعملة لابنه.
وأشارت إلى أن بعض الأمهات توقفن عن دفع ثمن الكتب والزي المدرسي والحقائب بسبب ارتفاع الأسعار، وبدأن في البحث عن بدائل مثل الكتب المستعملة وتدوير الحقائب والملابس من العام الماضي.
يذكر أن مدير المؤسسة العامة للمطبوعات في وزارة التربية، م. فهمي الأكحل، كشف في تصريح سابق لصحيفة "الحرية" أن المؤسسة قامت بطباعة 24 مليون كتاب مدرسي لتوزيعها في جميع مناطق الجمهورية العربية السورية، وذلك ضمن إطار اهتمام الحكومة بالعملية التعليمية. وأشار الأكحل إلى أنه سيتم توزيع الكتب مجاناً لهذا العام من الصف الأول وحتى التاسع الأساسي بهدف تلبية احتياجات الطلاب.
وأوضح الأكحل أن بعض المناطق تحتاج إلى كتب جديدة لعدم وجود كتب مدورة سابقة، بينما توجد كتب مدورة في مناطق أخرى، وسيتم إعداد تعليمات توزيع تتماشى مع الأفكار والأدوات المعتمدة في السنوات السابقة، وذلك لتأمين الكتب لجميع الطلاب وضمان سير العملية التعليمية بشكل جيد.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية