الخميس, 25 سبتمبر 2025 02:29 AM

الحماميات بريف حماة: عودة إلى ديار مدمرة تهددها الألغام

الحماميات بريف حماة: عودة إلى ديار مدمرة تهددها الألغام

في ريف حماة الشمالي، بدأ أهالي قرية الحماميات يعودون تدريجياً إلى منازلهم المدمرة، متطلعين إلى استعادة حياتهم الطبيعية. لكن هذه العودة تحولت سريعاً إلى رحلة يومية محفوفة بالمخاطر بسبب انتشار مخلفات الحرب، كالألغام والقذائف غير المنفجرة.

على الرغم من جهود الأهالي لترميم منازلهم وبدء حياة جديدة، إلا أن الانفجارات المتكررة تعيدهم إلى دائرة الخوف. فقد سجلت الأسابيع الماضية عدة حوادث أدت إلى وفاة مدنيين وإصابة آخرين بجروح خطيرة، مما تسبب في حالة من الذعر والتردد لدى الكثيرين ممن كانوا يستعدون للعودة من المخيمات.

ذاكرة مشبعة بالمعارك والألغام

يقول تامر هليل، أحد أبناء القرية العائدين مؤخراً، في حديث لمنصة: "كانت الحماميات من عام 2013 حتى عام 2019 الخط الأمامي للمعارك العسكرية، وشهدت العديد من المعارك، وعلى إثرها تم تلغيم القرية على ثلاث مراحل. توجد كمية كبيرة من الألغام، ولا توجد خرائط تحدد مواقعها، ومع عودة الأهالي بعد التحرير، وقعت العديد من الحوادث والانفجارات".

ويضيف هليل أن خطورة الوضع لا تقتصر على الإصابات الفردية: "حتى اليوم، انفجرت ألغام بسيارة الخدمات ثلاث مرات، إضافة إلى أن الناس يخافون إزالة الأنقاض عن منازلهم بسبب كثرة الألغام أو احتمال وجودها، وحتى الآليات الثقيلة لا تجرؤ على الدخول إلى القرية خشية انفجارها".

وبحسب شهادته، وقع آخر انفجار في 23 أيلول/سبتمبر الجاري، حيث انفجر لغم في "بلدوزر" وأصيب السائق بجروح طفيفة، لكنه يؤكد أن مثل هذه الحوادث تزرع الخوف الدائم بين الأهالي: "هذا الحادث يجعل الناس يفكرون ألف مرة قبل العودة إلى قريتهم، ويخشون خروج أبنائهم أو أطفالهم إلى الشارع أو أي مكان في القرية".

قلق مضاعف يعرقل العودة

من جانبه، يوضح فواز الرشيد، أحد العائدين إلى القرية في حديث لمنصة، أن عودة الناس ما زالت محدودة للغاية: "أتمنى أن ينظروا إلى شأن هذه القرية بنظرة جيدة، فأهلها ينتظرون عودة إخوتهم؛ لأن أغلب الناس في المخيمات حتى الآن يخافون من العودة إلى القرية بسبب الألغام المخبأة تحت الأنقاض، يضاف إلى ذلك أنه يُمنع إزالة الأنقاض المهدمة حول بيوت القرية، وبالتالي فإن الوضع ما زال غير آمن ومخيف جداً".

عودة رغم الخطر

أما محمد أحمد الحسن، وهو من السكان العائدين أيضاً، فيصف الوضع في حديث لمنصة: "نعيش واقعاً مأساوياً بسبب الألغام المنتشرة بكثرة، عدنا من المخيمات ولكننا بخطر دائم، خاصة أننا نتفاجأ كل يوم بانفجار على الطرقات أو بالقرب من البيوت".

وتابع: "نعيش حالة رعب وخوف على أطفالنا وأنفسنا، لقد عدنا من المخيمات رغماً عنا، وغامرنا بالعودة لكننا نعيش برعب دائم بسبب الألغام".

حياة مؤجلة

مع غياب خطط جدية لإزالة الألغام أو حتى خرائط تحدد مواقعها، يبقى الأهالي عالقين بين خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في المخيمات حيث الفقر والحرمان، أو العودة إلى قريتهم التي لا تزال مزروعة بالموت، حسب تعبيرهم. وفي ظل هذا الواقع، وحسب مراسل منصة سوريا 24 في حماة، يطالب الأهالي بضرورة تدخل عاجل من الجهات المختصة والمنظمات الدولية المعنية لنزع الألغام وتأمين القرية، باعتبار ذلك المدخل الوحيد لإعادة الحياة الطبيعية إليها، وإنهاء سنوات من النزوح والخوف.

مشاركة المقال: