الإثنين, 22 سبتمبر 2025 10:36 PM

نضال الأحمدية في مرمى الانتقادات بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل حول سوريا: هل تجاوزت حدود المهنية؟

نضال الأحمدية في مرمى الانتقادات بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل حول سوريا: هل تجاوزت حدود المهنية؟

في هذا العصر الرقمي الذي يتسم بالسرعة وثقافة "التريند"، نرى كيف تحول بعض الإعلاميين من حملة رسالة إلى باحثين عن الإثارة والجدل، وذلك على حساب القيم الأساسية للعمل الصحفي، وعلى رأسها المصداقية ونقل الحقائق. تتعامل العديد من الشخصيات الإعلامية اليوم مع الأحداث المتسارعة على أنها فرص لصناعة "التريند"، بدلاً من كونها مسؤولية مجتمعية تتطلب التحقق والموضوعية.

من الضروري التمييز بين مواكبة الحدث والتركيز على "التريند"، فالمهنية الصحفية تفرض تقديم المعلومة بدقة، وتحليلها بموضوعية، حتى لو لم يحقق ذلك تفاعلاً كبيراً على المدى القصير. أما الانجراف وراء الشعبية اللحظية، فإنه يفرغ الإعلام من جوهره، ويحوله إلى أداة ترفيهية أو سلاح دعائي، وهو ما يفقد الجمهور الثقة تدريجياً في كل ما ينشر أو يقال.

التريندات الزائفة

إن دور الإعلامي لا يقتصر على نقل الأخبار، بل في غربلتها وتحليلها بمسؤولية. وما نشهده اليوم من تصاعد في "التريندات الزائفة" و"التصريحات المفخخة" يضعنا أمام تحد حقيقي، وهو إعادة تعريف دور الإعلام في زمن التشويش، واستعادة قيم المصداقية والنزاهة كأولوية، لا كخيار. ولعل مراجعة مسار بعض الأسماء الإعلامية التي سقطت في فخ الإثارة على حساب الحقيقة، هو أول خطوة نحو تصحيح البوصلة.

منافية للحقيقة

من الأمثلة الصارخة على هذا التوجه، الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية، التي خرجت مؤخراً بتصريحات منافية للحقيقة ضد الحكومة السورية، حملت في طياتها الكثير من الاتهامات الزائفة. البعض اعتبر أن الأحمدية، التي عرفت سابقاً بتناولها أخبار الفنانين والمشاهير، قررت توسيع رقعة نفوذها الإعلامي، عبر الدخول في الشأن السياسي، لكنه دخول يفتقد إلى العمق الصحفي والطرح المتزن، ويتماشى فقط مع منطق "من يصرح أكثر، يظهر أكثر".

إذا نظرنا إلى سلوكها الإعلامي بشكل دقيق، نجد أن الأحمدية، شأنها شأن العديد من الشخصيات الإعلامية، تستثمر كل فرصة لزيادة حضورها في المشهد الإعلامي، حتى وإن تطلب ذلك التعامل مع القضايا الحساسة بأسلوب قد يوصف أحياناً بالاستفزازي. إن الأحمدية، من خلال تصريحاتها الأخيرة، جعلت القضية السورية "رغم حساسيتها" ساحة لتسويق آراء قد تكون بعيدة عن الواقع وتعكس تصورات شخصية، لا تعكس عمق معاناة الشعب السوري الذي عانى خلال 14 عاماً.

توازن ووعي

قد يكون التحدي الذي يواجه نضال الأحمدية هو كيفية إيجاد توازن بين الاستفادة من شهرة "التريند" وبين الحفاظ على المصداقية واحترام القضايا الحساسة التي تلامس حياة الناس. وربما تكون الأحمدية بحاجة إلى أن تعي تماماً أن الشهرة العابرة قد تضر في بعض الأحيان، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعاناة الشعوب. ومن المؤكد أن معالجة قضايا مثل "القضية السورية" تتطلب وعياً عميقاً بالقضايا الاجتماعية والسياسية التي تعيشها الشعوب المتألمة. كما أن استفزاز الناس لمجرد الوصول إلى "التريند" قد لا يكون له نتائج إيجابية على المدى الطويل.

موضوعية واحترام

ختاماً، على الإعلام ألا يكون مجرد وسيلة للشهرة الذاتية، بل أداة لتقديم القضايا الإنسانية بموضوعية واحترام. فالتحديات التي يواجهها السوريون في وقتنا الحالي تتطلب من الجميع، سواء كانوا إعلاميين أم ناشطين، أن يتناولوا هذه القضايا بكل توازن ووعي.

مشاركة المقال: