الإثنين, 22 سبتمبر 2025 04:18 PM

عام دراسي صعب في عندان: مدرسة وحيدة مكتظة تعاني نقص الكوادر وتأخر الدعم

عام دراسي صعب في عندان: مدرسة وحيدة مكتظة تعاني نقص الكوادر وتأخر الدعم

بينما تستقبل معظم المحافظات السورية العام الدراسي الجديد 2025-2026 بآلاف المدارس المفتوحة، يواجه طلاب مدينة عندان في ريف حلب الشمالي تحديات جمة. فالعملية التعليمية هناك تتأثر بشكل كبير بنقص المدارس المؤهلة وغياب الكادر التدريسي الكافي.

الأستاذ عمر ليلى، مدير المدرسة الوحيدة في عندان والمكلف بمتابعة المدارس من قبل البلدية، صرح لموقع إخباري قائلاً: "حتى الآن، لم يتم تكليف أي معلم من قبل مديرية التربية، مما يعني أن المدرسة تعمل بدون كوادر تدريسية كافية. لدينا مدرسة واحدة فقط تستقبل الطلاب، بينما مدرسة أخرى تم ترميمها من قبل فريق ملهم، وكان من المفترض تسليمها منذ شهر، ولكنها لم تفتتح بعد."

وأشار ليلى إلى أن البلدية قد رفعت طلبًا لإنشاء ست مدارس جديدة، لكنها لم تحصل على الموافقة بعد. كما أضاف أن النقص الحاد في المقاعد الدراسية دفع الأهالي لإطلاق مبادرة شعبية لتأمين بعضها، بالإضافة إلى مبادرة أخرى لتجهيز مدرستين إضافيتين، وذلك بسبب تأخر المنظمات في تنفيذ مشاريع الترميم.

وفقًا لمدير المدرسة، وصل عدد الطلاب المسجلين في مدينة عندان مع بداية العام الدراسي إلى حوالي 1500 طالب، مع وجود طلاب آخرين لم يلتحقوا بالدراسة بعد. وتعمل المدرسة الوحيدة بنظام الفوجين: فوج صباحي يضم أكثر من 400 طالب من المرحلة الابتدائية، وفوج مسائي يضم العدد نفسه تقريبًا. في المقابل، تم تأجيل دوام طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية بسبب عدم جاهزية المبنى وضيق المساحة، كما أكد ليلى.

وأشار المصدر إلى أن أربع مدارس في المدينة وعدت بالترميم منذ أشهر، ولكن العمل لم يبدأ بها حتى الآن، مما يزيد من مشكلة الاكتظاظ. وأكد أن التعليم في عندان يعتمد بشكل كبير على المبادرات الأهلية لتعويض غياب الدعم الرسمي وتأخر المنظمات، مما يضع ضغوطًا إضافية على الأهالي والمعلمين.

وفي تصريح آخر، قال أحد المعلمين في عندان (الذي رفض الكشف عن اسمه): "الصعوبات التي نواجهها كبيرة، والمدينة تعاني من تهميش واضح في كافة القطاعات منذ تحرير سوريا. الأولوية تعطى للمناطق المحررة حديثًا والمدن الكبرى، ونخشى أن يعود الريف منسيًا كما كان في السابق."

من جانبه، قال محمد، وهو طالب في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة عندان الوحيدة: "في اليوم الأول كان الصف مزدحمًا جدًا، أكثر من أربعين طالبًا في الغرفة الواحدة، وأحيانًا لا نجد مقاعد نجلس عليها، فنقف طوال الحصة. أحب المدرسة، لكن الوضع صعب، وأتمنى أن يكون لدينا مدارس أكثر ومعلمين يساعدوننا."

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم أن أكثر من 4 ملايين طالب وطالبة التحقوا بمدارسهم مع بداية العام الدراسي الحالي، موزعين على ما يقارب 12 ألف مدرسة في مختلف المحافظات. إلا أن حالة عندان تعكس التباين الكبير في ظروف العملية التعليمية بين منطقة وأخرى، حيث تتوقف جودة التعليم هناك على حجم المبادرات الشعبية، في ظل غياب الدعم الكافي من الجهات الرسمية والمنظمات المعنية.

مشاركة المقال: