الإثنين, 22 سبتمبر 2025 01:30 AM

من ويلسون إلى أيزنهاور: نظرة على تطور العلاقات السورية الأمريكية في كتاب جديد

من ويلسون إلى أيزنهاور: نظرة على تطور العلاقات السورية الأمريكية في كتاب جديد

يتناول كتاب "سوريا والولايات المتحدة.. من ويلسون إلى أيزنهاور" تطور العلاقات المعقدة بين سوريا وأمريكا والأزمات التي شهدتها هذه العلاقة على مر العقود. يستعرض المؤرخ والكاتب السوري سامي مبيض في كتابه الفترة الممتدة من عام 1949 إلى عام 1970، وهي فترة تعلم فيها السوريون التعامل مع السياسة الأمريكية "بالطريقة الصعبة"، على حد تعبيره، وذلك من خلال التجربة والخطأ.

يؤكد الكاتب أن النوايا الحسنة والسياسة النبيلة لم تكن كافية لإقامة علاقة سورية-أمريكية متينة. فقد سعى السياسيون السوريون في ذلك الوقت إلى الحصول على مساعدة الأمريكيين لتحقيق الاستقلال عن فرنسا وإرساء دعائم ديمقراطية فاعلة بعد رحيل المستعمرين الفرنسيين. لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن هذا الدعم مشروط، وأن الاستقلال الحقيقي لا يتحقق إلا بإرادة الشعب السوري وقوته، وليس بالاعتماد على مساعدة قوى أجنبية، سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا العظمى أو الاتحاد السوفييتي. وقد سلكوا طريقهم الخاص في بناء جمهوريتهم الجديدة بعد عام 1946، مستفيدين من أخطائهم.

ويشير الكتاب إلى أن الولايات المتحدة كانت حاضرة بقوة في المشهد السوري بكل تعقيداته وتقلباته خلال فترة الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفييتي، وسياسة الأحلاف مثل حلف بغداد. وبلغ التنافس الشديد بين القوتين العظميين، أمريكا وبريطانيا، ذروته في سوريا خلال الفترة من 1949 إلى 1951. وقد أبدت واشنطن ارتياحها لانقلاب حسني الزعيم في أيار 1949، والذي بدأ محادثات سرية مع إسرائيل وعرض توطين 300 ألف فلسطيني في شمال سوريا مقابل مساعدات عسكرية أمريكية، قبل أن يغتاله محمد سامي الحناوي في 14 آب من العام نفسه، والذي كان مواليًا للهاشميين في العراق والأردن، حلفاء بريطانيا العظمى.

كما يقدم الكتاب لمحة عن العلاقات مع الزعماء الذين حكموا دمشق في تلك الفترة، مثل سامي الحناوي وأديب الشيشكلي وهاشم الأتاسي ونور الدين الأتاسي وأمين الحافظ وشكري القوتلي. ويوضح الكتاب أن واشنطن كانت تسعى جاهدة لإبعاد سوريا عن المعسكر السوفييتي-الشيوعي من خلال دعم الانقلابات وتحسين صورتها في سوريا عبر استمالة الشباب والمثقفين، إلا أن دعمها المستمر لإسرائيل كان يقف حائلاً دون تحقيق ذلك.

ويرى الكتاب أنه بعد مرور 50 عامًا على قيام "الجمهورية العربية المتحدة" (الوحدة بين سوريا ومصر)، يمكن القول بأن الاتحاد السوري-المصري "خدم مصالح أمريكا" في الشرق الأوسط خلال الحرب الباردة وحمى سوريا من السيطرة الشيوعية. يذكر أن الكتاب صدر عام 2012 عن دار النشر المستقلة "أي بي توريس" التي تتخذ من لندن ونيويورك مقرًا لها. ويأتي الكتاب في توقيت مهم، في ظل ما تشهده العلاقات السورية-الأمريكية من انفتاح وتطور، بدءًا من رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، ولقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالرئيس السوري، أحمد الشرع، بوساطة سعودية في أيار الماضي، وصولًا إلى زيارة الشرع لأمريكا، ومشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة نهاية أيلول الحالي، مما يعيد إلى الواجهة تاريخ تطور العلاقات بين دمشق وواشنطن.

مشاركة المقال: