الأحد, 21 سبتمبر 2025 08:20 PM

إنقاذ زيت الزيتون السوري: استراتيجية عاجلة لتلبية السوق وتعزيز الصادرات

إنقاذ زيت الزيتون السوري: استراتيجية عاجلة لتلبية السوق وتعزيز الصادرات

على أعتاب موسم جني الزيتون، تواجه هذه الثروة الوطنية تحديات جمة، من حرائق الغابات التي يقترفها مجرمون طمعًا في مكاسب مادية زهيدة على حساب الوطن، إلى تقلبات المناخ وعوامل الطبيعة. يبقى المزارع والاقتصاد الوطني هما الخاسر الأكبر.

تتبوأ شجرة الزيتون مكانة مرموقة بين الثروات الزراعية السورية، فهي تحقق عائدًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا، وتساهم في استقرار الأسر العاملة في القطاع الزراعي. تمتد زراعة الزيتون على نطاق واسع في الجغرافيا السورية، وتدر أرباحًا كبيرة على الأسر، وتعود بالنفع على خزينة الدولة بأقل التكاليف، نظرًا لطبيعتها الحراجية ومقاومتها للظروف المناخية.

الخبير الزراعي “أكرم عفيف” يؤكد أن شجرة الزيتون كنز لا ينضب، إذا حظيت بالعناية اللازمة وفق الأصول الزراعية والاقتصادية. عائداتها الاقتصادية كبيرة ومتنوعة، فهي شجرة مباركة مرتبطة تاريخيًا بسوريا وفلسطين. لطالما اشتهرت سوريا بزراعة الزيتون وإنتاج الزيت عالي الجودة، الذي يصنف ضمن الأفضل عالميًا.

ويشير “عفيف” في حديثه لصحيفة “الحرية” إلى أن هذا القطاع الاقتصادي الهام واجه صعوبات عديدة أثرت سلبًا على إنتاجه، مثل ارتفاع تكاليف التربية والإنتاج، ورخص أسعار الزيت، وتدني القدرة الشرائية للمواطنين، وهو التحدي الأكبر الذي يهدد أي إنتاج.

ويرى “عفيف” أن السياسات الحكومية السابقة أيام النظام البائد اتخذت قرارات خاطئة لم تساهم في الحفاظ على هذا المنتج وهويته التاريخية والاقتصادية. ويضيف أن الأخطر هو اتباع سياسة تضليل ممنهجة للتحكم بالموسم، وإطلاق إشاعات حول عدم صلاحية زيت الزيتون السوري للاستهلاك البشري، مما أربك السوق وأضر بالمزارعين والأسر العاملة في هذا القطاع.

بدلًا من البحث عن حلول تسويقية، تجاهلت الحكومات الصعوبات التي يعاني منها القطاع، سواء كانت طبيعية (الطقس) أو مادية (التكاليف المرتفعة للأسمدة والفلاحة والأجور). هذه الظروف أضعفت المزارعين وجعلتهم غير قادرين على تحمل الأعباء وتكاليف الإنتاج.

أمام هذا الواقع الصعب، يرى “عفيف” ضرورة اعتماد استراتيجية واضحة تنهي معاناة قطاع الزيتون وصناعته، وتسمح بإنتاجية قادرة على تلبية حاجة السوق المحلية وتأمين واقع تصديري جيد، يوفر العملة الأجنبية لخزينة الدولة ويعود بالنفع على الأسر العاملة في هذا القطاع.

ويؤكد أن الحالة التصنيعية لزيت الزيتون مازالت دون المستوى المطلوب، لكن العمل يتم وفق المواصفات القياسية العالمية، وهذا مرتبط بالنوعية وطبيعة التربة والأسمدة وغيرها.

ويختتم “عفيف” بأن زيت الزيتون السوري من أجود الزيوت في العالم، ومرغوب في الأسواق العالمية، لكنه يواجه مشكلات كثيرة أهمها تكاليف الإنتاج. لذا، من الضروري الاهتمام بشجرة الزيتون وتأمين السماد اللازم، وخاصة العضوي، واستخدام العلاج الصحي المناسب لمكافحة الحشرات الضارة، وتقديم الدعم المادي وتمويل العملية الإنتاجية في كل مراحلها، حتى نتمكن من تقديم منتج وطني قادر على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.

وزير المالية السوري للصناعيين والتجار: سنعمل معاً لإعادة بناء الصناعة السورية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: