الأحد, 5 أكتوبر 2025 01:52 AM

المثقف العربي: بين مطرقة الواقع السياسي وسندان الجفاف الثقافي

المثقف العربي: بين مطرقة الواقع السياسي وسندان الجفاف الثقافي

سمير حماد: هل يعاني المثقف العربي من صمت أو علة لغوية، أم أنه يستمتع بمشاهدة الأحداث من بعيد؟ ليس من الضروري أن يكون المثقف جزءاً من الصراعات الحزبية والتنظيمات السياسية الضيقة أو المتعصبة، فقد تتعارض هذه التنظيمات مع الحقيقة أو الواقع. لكن لا يوجد مبرر لصمت المثقف، مما يعطل قدرته على الفهم والتفكير والنقد، ويكشف عن المشكلات الموجودة في الواقع. يجب ألا يكون كالمتفرج الأصم في المسرح، الجالس في الصف الأخير، شارد الذهن أو مثيراً للشغب.

لقد أصبح العصر عصر الجمهور الذي ينتظر من المثقفين التنوير والقيادة. إن صمت المثقف يفتح المجال أمام العناصر الضعيفة في الثقافة والسياسة للظهور والاستيلاء على المناصب والألقاب، ويسمح بتعزيز مكانة المشاهير غير المؤهلين، في ظل كثرة الألقاب وفراغ المضمون، في عصر يسوده النزيف الثقافي والسياسي. الإنسان لا يولد متفرجاً، والمثقف لم يخلق ليصمت. إذا فعل ذلك، فإنه ليس بريئاً. إن صمت المثقفين ساعد المجموعات المتطرفة والتكفيرية والعصابية على الاستحواذ على الواقع والسيطرة على الساحة.

تحول المثقف إلى متفرج هو حالة مرضية تعمق الإرث الثقيل المتمثل في الخواء السياسي واليباب الثقافي، اللذين أصبحا من معالم السياسة والثقافة العربية للأسف. (موقع اخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: