السبت, 20 سبتمبر 2025 12:35 AM

عطش وعزلة في ريف منبج الشرقي: نداءات عاجلة لإنقاذ القرى من غياب الخدمات

عطش وعزلة في ريف منبج الشرقي: نداءات عاجلة لإنقاذ القرى من غياب الخدمات

يشهد ريف منبج الشرقي، وتحديدًا قرية العنزاوية والقرى المجاورة لها (بني عصيد، خرفان، تشديش، أطوال، الجبثة، الحمام، امطيرات، الكازجية، الحية (الكبيرة والصغيرة)، القادر وبئر خللو)، نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية. يعيش الأهالي في هذه القرى، التي يبلغ عددها حوالي 14 قرية، ظروفًا معيشية صعبة تتطلب تدخلًا عاجلًا.

أكد إبراهيم، أحد سكان قرية العنزاوية، أن المنطقة تعاني منذ أكثر من 14 عامًا من انقطاع كامل لشبكات الاتصال، مما أدى إلى حرمان السكان من خدمة الإنترنت. وأضاف لمنصة سوريا 24 أن هذا الأمر يعتبر المطلب الأول والأهم للأهالي، مشددًا على أنهم يعيشون في عزلة تامة بسبب غياب الاتصالات.

وأشار إبراهيم إلى أن أزمة المياه هي التحدي الأكبر، فبالرغم من قرب القرى من نهر الفرات (على بعد ثلاثة كيلومترات فقط)، إلا أنها تفتقر إلى شبكة مياه لتغذية المنازل والأراضي الزراعية. يضطر السكان إلى حفر آبار غزّازة بتكلفة تصل إلى ألف دولار للواحد، وبعمق قد يتجاوز 200 متر. وحتى مع حفر الآبار، يواجهون مشكلة نقص الكهرباء، حيث لا تصل الكهرباء إلى القرى إلا أربع ساعات في اليوم، وهو ما يعيق تشغيل المضخات.

وحذر إبراهيم من أن انعدام المياه يهدد الزراعة وتربية المواشي والحياة اليومية، موضحًا أن الأهالي يتبادلون الماء فيما بينهم أو يشترونه بأسعار مرتفعة. كما لفت إلى أن الوضع الاقتصادي سيئ للغاية، حيث يعيش معظم السكان تحت خط الفقر ويعتمدون على تحويلات الأقارب في الخارج، خاصة من لبنان وأوروبا.

وفيما يتعلق بالتعليم، أوضح إبراهيم أن الوضع شبه متوقف بسبب نقص المعلمين وعدم تقاضي الوكلاء رواتب، بالإضافة إلى عدم توفر مدارس مناسبة أو بيئة تعليمية حقيقية للطلاب. أما الوضع الصحي، فوصفه بالسيئ جدًا، مشيرًا إلى أن أقرب مركز صحي رسمي يقع على بعد 25 كيلومترًا في منبج، بينما توجد بعض العيادات الخاصة في قرية الحية، إلا أن أسعارها مرتفعة جدًا.

من جهته، أكد عبد الرحمن أبو الوليد، من أبناء العنزاوية، أن الوضع الزراعي مهدد بسبب نقص المياه وغياب الدعم بالمحروقات للآليات الزراعية. وأشار إلى أن القرى كانت تُروى سابقًا بالأمطار، لكن الظروف المناخية وتدهور الآبار جعلا الزراعة تعتمد على مياه الفرات، التي بات الوصول إليها أمرًا بالغ الخطورة بسبب قربها من مناطق سيطرة قوات "قسد".

وأوضح لمنصة سوريا 24 أن الأهالي كانوا يملؤون صهاريج المياه من نهر الفرات لتغذية المنازل والمزارع والمواشي، لكن ذلك أصبح اليوم محفوفًا بالمخاطر، مما ساهم في تدهور الواقع الزراعي وانخفاض إنتاج المحاصيل الرئيسية كالقمح والشعير والجربان.

وناشد عبد الرحمن السلطات الحكومية، عبر منصة سوريا 24، التدخل العاجل لإنقاذ هذه القرى من الانهيار الكامل، مشددًا على أن إيصال المياه من نهر الفرات إلى هذه القرى لم يعد مطلبًا ثانويًا بل ضرورة حياتية، وأنه سيحدث نقلة نوعية في حياة السكان، اقتصاديًا وزراعيًا واجتماعيًا، وسيسهم في تنشيط تربية المواشي.

كما طالب بتحسين الوضع الصحي من خلال إنشاء مركز صحي حكومي يوفر الخدمات بأسعار مناسبة، وتوفير شبكة اتصالات، ودعم المدارس والكوادر التعليمية.

وأكد سكان العنزاوية أن التكاتف المجتمعي لا يكفي لتعويض غياب الدولة وخدماتها الأساسية، وأعربوا عن أملهم في تحرك رسمي قريب، مناشدين السلطات الحكومية المختصة بالتدخل الفوري، معتبرين أن الاستمرار في تجاهل هذه المناطق لا يخدم الاستقرار ولا التنمية، وأن تأمين الماء والاتصالات والتعليم والصحة هو حق أساسي لهم.

مشاركة المقال: