الخميس, 18 سبتمبر 2025 09:01 PM

الأوركسترا السورية تعود إلى الأوبرا بحفل موسيقي يحيي التراث بعد فترة توقف

الأوركسترا السورية تعود إلى الأوبرا بحفل موسيقي يحيي التراث بعد فترة توقف

في أمسية فنية مميزة، افتتحت الفرقة السورية للموسيقا العربية حفلها الأول بعد فترة توقف، وذلك على خشبة مسرح دار "الأوبرا" السورية، مساء الأربعاء الموافق 17 من أيلول، بقالب "سماعي عجم عشيران".

استمر الحفل لأكثر من ساعة، قدمت خلالها "الأوركسترا السورية" الوطنية مجموعة متنوعة من المقطوعات الموسيقية، شملت قوالب موسيقية مثل "سماعي عجم عشيران، ولونغا حجاز كار"، بالإضافة إلى الموشحات السورية مثل "إن في جنبي قلبًا متعبًا، وقلت بما غاب عني".

كما تضمن الحفل أداءً لقوالب الموسيقا العربية الأصيلة مثل "نجوم الليل لفريد الأطرش، وموسيقا حياتي لمحمد عبد الوهاب"، إلى جانب أغاني من التراث السوري الغني الذي يمثل مختلف المحافظات، مثل "قوم درجني، تحت هودجها، سمعت عنين الناعورة، وحالي حال" وغيرها.

قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية وعميد المعهد العالي للموسيقا، عدنان فتح الله، وصف الحفل بأنه باكورة فعاليات الفرقة الوطنية السورية بعد فترة التوقف، معتبرًا إياه حدثًا موسيقيًا هامًا. وأشار في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن هذا الحفل يمثل إعادة تفعيل لدار "الأوبرا" السورية وإحياء أنشطتها، مؤكدًا على أهمية ذلك للموسيقيين المشاركين وشغفهم الذي لازمهم منذ الطفولة.

أوضح فتح الله أن الهدف من الحفل هو تقديم رسالة إنسانية شاملة من على مسرح الأوبرا العريق، تؤكد على حضارة سوريا وعلاقتها الوثيقة بالموسيقا عبر آلاف السنين، مشيرًا إلى أن الموسيقا جزء لا يتجزأ من تكويننا وثقافتنا.

وعزا الإقبال الجماهيري الكبير إلى رغبة الجمهور في عودة النشاط الموسيقي، معتبرًا حضورهم حافزًا كبيرًا للفرقة على المسرح. وأعرب عن أمله في أن تحظى الموسيقا بحضور قوي في الفعاليات والمناسبات السورية المقبلة، مؤكدًا أن الفرقة تسعى لتقديم ما يليق بسوريا وحضارتها أمام العالم.

وفيما يتعلق بتنوع المقطوعات الموسيقية، أكد فتح الله أن الفرقة تغني لتراث جميع المحافظات السورية، وتسعى لجمع التراث الموسيقي السوري في عمل واحد. كما أشار إلى تقديم قوالب الموسيقا العربية الأصيلة التي تساهم في الارتقاء بالذائقة السمعية الموسيقية، نظرًا لما تحتويه سوريا من مخزون موسيقي ذي قيمة فكرية وموسيقية.

وأضاف أن "التراث الموسيقي السوري يعزز الانتماء للأرض، لأن جميع الكادر بمختلف انتمائه الجغرافي السوري يغني أغاني تراث دير الزور، والمنطقة الجنوبية، والساحل السوري، وتراث دمشق وكل المحافظات، وهذا يعزز الروابط بين أبنائها".

وأشار إلى أن الفرقة الوطنية قد تشكلت منذ تأسيس المعهد العالي للموسيقا، واتخذت شكلها الحالي عام 2003 عند افتتاح دار "الأوبرا"، حيث أضيفت إليها الآلات الموسيقية الخشبية والنحاسية لتقديم الموسيقا العربية بألوان جديدة.

وكشف أن عدد العازفين والمغنين يقل عن 100 شخص، بسبب التوقف السابق الذي أدى إلى سفر العديد منهم، ولجوئهم لمهن أخرى، معتبرًا سوريا "ولّادة دومًا"، وأن المعهد يخرّج طلابًا لرفد الفرقة.

"يرد الروح"

من جهتها، وصفت الفنانة ليندا بيطار الحفل بأنه العودة المنتظرة للفرق الموسيقية السورية الهامة، سواء الفرقة العربية أو السيمفونية، التي اعتاد الجمهور على حضورها في دار "الأوبرا" السورية، معتبرةً الحفل بأنه "يرد الروح" للموسيقيين والجمهور.

وقالت لعنب بلدي، إن الحفل يمثل انطلاقة لعودة الأنشطة الموسيقية والحفلات الدورية في الدار، مؤكدة على حاجة الجميع لهذا الفن في هذا المكان، وهو ما يترجم أهمية الحفل وحماسة كادر الفرقة الذي أدى بمهارة، وكأنها عودة لحياتهم مجددًا.

واعتبرت أن الموسيقا العربية بحاجة إلى التنوع الذي شهده الحفل، وأن الفرقة حريصة على تقديم قوالب الموسيقا العربية سواء السماعي أو لونغا، أو الموشحات السورية التي تشتهر بها سوريا، بالإضافة إلى القطع الموسيقية التي ألفها المايسترو عدنان فتح الله.

وأوضحت أن هذه الفترة بحاجة إلى تسليط الضوء على التاريخ والثقافة والحضارة السورية الهامة. وطالبت بيطار الجهات المعنية بالاهتمام بدار "الأوبرا" السورية، لأنها فخر بكل أنحاء العالم، وللحفاظ على وجود الموسيقيين المتميزين، خاصة مع خسارة عدد كبير منهم.

توقف سابق

يذكر أن الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية كانت غائبة عن الاحتفالات والفعاليات والأنشطة التي أقيمت في الفترة الماضية، كمعرض دمشق الدولي.

وكان المايسترو عدنان فتح الله قد ذكر في وقت سابق لعنب بلدي، أن وجود دار "الأوبرا" وبرامجها الموسيقية كان عاملًا محفزًا لبعض الأكاديميين والموسيقيين، خاصة من الجانب المادي، حيث كانت تصدر برامج شهرية، ولكن بعد فترة التوقف، توقفت أنشطة الدار، نتيجة لأسباب إدارية، وفي تموز الماضي، فعّلت الأوبرا أنشطتها، وأصدرت برنامجًا موسيقيًا، ولكنه توقف بسبب أحداث السويداء.

الموسيقا السورية تعاني هجرة الكوادر والضائقة المادية
مشاركة المقال: