الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 12:24 AM

عودة قوية للملاكمة السورية ببطولة "نصر سوريا" في حلب

عودة قوية للملاكمة السورية ببطولة "نصر سوريا" في حلب

عنب بلدي – رغد عثمان

بعد فترة توقف، عادت منافسات الملاكمة بقوة من خلال بطولة "نصر سوريا" التي شهدت 58 مباراة بين 83 ملاكمًا من فئتي الشباب والرجال. البطولة اختتمت في 7 أيلول الحالي، وأقيمت في صالة البطولات بمدينة الحمدانية الرياضية في حلب، بمشاركة عشر محافظات سورية، بينما غابت محافظات دمشق واللاذقية ودرعا والسويداء.

استمرت البطولة ثلاثة أيام، وتصدر ملاكمو حلب قائمة الميداليات في فئة الشباب بـ 21 ميدالية ذهبية، إضافة إلى ست فضيات وخمس برونزيات. وجاءت الحسكة في المركز الثاني بميداليتين ذهبيتين وثلاث فضيات، تلتها ريف دمشق بذهبيتين وفضية واحدة، وحمص بذهبيتين وأربع برونزيات، وحماة بذهبيتين. وحصلت دير الزور على أربع فضيات، وإدلب على فضيتين وأربع برونزيات، والرقة على فضية وثلاث برونزيات، وطرطوس على فضية وبرونزية، فيما حصل فريق الحرفيين على فضية وبرونزية.

بداية مبشرة

اعتبرت عودة النشاط الرياضي في حلب بعد سنوات من التوقف "ولادة جديدة للرياضة الحرة في سوريا". البطل الدولي السابق في الملاكمة، محمد مليس، صرح لعنب بلدي بأن بطولة "نصر سوريا" ليست مجرد بطولة رياضية، بل هي رسالة بأن الحياة تنتصر دائمًا. وأشاد مليس باللاعبين الشباب، معتبرًا أن مستواهم الفني مبشر ويدل على روح التحدي العالية، مشيرًا إلى أن بعض الفرق قدمت أداءً لافتًا رغم الظروف القاسية التي عانت منها مناطقهم.

يرى مليس أن الملاكمة السورية أمام بداية حقيقية تعتمد على الكفاءة والجهد بعيدًا عن التسييس والإقصاء، وأكد استعداده لدعم لاعبي حلب ومنتخبات سوريا الحرة بخبراته وعلاقاته الدولية، بهدف إعادة الملاكمة السورية إلى مكانتها الإقليمية والعالمية، معتبرًا ذلك "مسؤولية وطنية قبل أن تكون رياضية".

تقييم إيجابي

أوضح رئيس اللجنة الفنية للملاكمة في حلب، عبد القادر شيخ العشرة، أن الهدف من البطولة هو إحياء النشاط الرياضي بعد توقف طويل، وتقييم أداء الفرق والملاكمين. وأضاف أن البطولة نالت تقييمًا إيجابيًا من مختلف المحافظات المشاركة من الناحية التنظيمية والفنية، وأن أداء فئة الشباب كان جيدًا جدًا، بينما كان مستوى الرجال متوسطًا، معتبرًا أن التحكيم كان ممتازًا وعادلاً.

وكشف شيخ العشرة عن مقترح لتنظيم دورة دولية في حلب تحمل اسم مناسبة وطنية، بمشاركة دول عربية وإقليمية، مشيرًا إلى أن نجاح بطولة "نصر سوريا" شكّل حافزًا لدعم هذه الفكرة، لكنه بانتظار تشكيل اتحاد الملاكمة الجديد. كما تحدث عن مشروع رياضي للملاكمة وهو "من الطفولة إلى البطولة"، الذي يستهدف اكتشاف ورعاية المواهب ابتداء من عمر عشر سنوات وصولًا إلى إعداد أبطال قادرين على تمثيل سوريا في المحافل الدولية وحتى الأولمبياد.

وعن غياب بعض المحافظات عن البطولة، أوضح شيخ العشرة أن بعضها اعتذر بسبب ضعف الإمكانيات المالية، داعيًا الداعمين والجهات المعنية إلى تقديم الدعم المادي اللازم لإنجاح هذا المشروع.

منافسة بعد ركود رياضي

من جهته، قال مدير دائرة ألعاب القوة في حلب، نور شمسة، إن تسمية البطولة بـ "نصر سوريا" جاء انسجامًا مع الحالة العامة التي يعيشها السوريون. وأضاف أن هذه البطولة مهمة، خاصة أن اتحاد الملاكمة في دمشق لم ينظم أي نشاط منذ أكثر من عام ونصف، ما جعل الرياضيين في حلب وسوريا عمومًا متعطشين لخوض المنافسات. وأشار إلى أن الدعم الذي قدمته مديرية الرياضة والشباب كان "فوق الجيد" قياسًا بالإمكانيات المتاحة، مؤكدًا أن لهذه البطولات انعكاسات إيجابية أسهمت في إخراج اللعبة من حالة الركود.

وحول وضع الملاعب، أوضح شمسة أن حلب لا تمتلك سوى صالتين لممارسة اللعبة، إحداهما قديمة جدًا في صالة الشهباء، والأخرى حديثة تابعة للمديرية، مجهزة بوسائل تدريب متطورة ومزودة بحلبات أجنبية عالية المستوى، وقد خُصصت لتكون صالة لمنتخب الملاكمة و"الكيك بوكسينغ". ويطمح شمسة إلى أن تكون في حلب أكثر من صالة، فهي عاصمة الرياضة وتستحق المزيد من المنشآت الرياضية المتخصصة.

مشاركة المقال: