الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 07:41 PM

دمشق تعلن عن خطة مصالحة في السويداء بدعم أمريكي وأردني وتعيين قائد أمني درزي

دمشق تعلن عن خطة مصالحة في السويداء بدعم أمريكي وأردني وتعيين قائد أمني درزي

أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، يوم الثلاثاء، عن خريطة طريق مدعومة من الولايات المتحدة والأردن، تهدف إلى إرساء المصالحة في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وذلك بعد أحداث العنف التي شهدتها المحافظة في شهر تموز/يوليو الماضي. تتضمن خريطة الطريق ست خطوات للحل في محافظة السويداء الواقعة جنوب البلاد.

جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد في دمشق، وجمع الشيباني بنظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، وذلك عقب الاجتماع الثالث بين الأطراف الثلاثة منذ شهر يوليو/تموز الماضي.

وقال الشيباني: "شهدت محافظة السويداء أحداثاً أليمة تركت أثرها في قلب كل بيت سوري فالألم السوري واحد".

وأضاف: "كما علمتنا التجارب لا علاج للجراح إلا بعودتنا نحن السوريين لنجلس معاً ونضمد جراحنا بأيدينا ونفتح صفحة جديدة قوامها الوحدة والمصالحة والمصير المشترك".

وأوضح الشيباني أن الحكومة السورية وضعت خريطة طريق واضحة للعمل تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح التي آن لها أن تلتئم.

وبيّن أن خريطة الطريق تقوم على خطوات عملية بدعم من الأردن والولايات المتحدة، أولها محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم وبالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي.

وتشمل الخطوات أيضاً ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع، وتعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين، بالإضافة إلى إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية ونشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة.

كما تتضمن خريطة الطريق العمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف، وإطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بجميع مكوناتهم.

وفي سياق متصل، أعلنت السلطات السورية عن استحداث منصب قائد الأمن الداخلي في مدينة السويداء، وعيّنت فيه قائدا محليا درزيا، وذلك في إطار جهود التهدئة في المحافظة التي شهدت أعمال عنف دامية في تموز/يوليو.

وجاءت التعيينات في وقت كان من المقرر أن يعقد اجتماع في دمشق يجمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك لبحث أوضاع المحافظة.

وأفاد التلفزيون الرسمي نقلا عن مصدر في وزارة الداخلية عن تعيين سليمان عبد الباقي مديرا لمديرية الأمن في مدينة السويداء.

ويُعرف عبد الباقي، الذي تزعّم فصيل "أحرار جبل العرب"، بموقفه القريب من السلطة الانتقالية في دمشق بعد أن كان أحد أبرز القيادات الدرزية المعارضة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وقال وزير الداخلية أنس خطاب في منشور على إكس إن التعيينات الجديدة جرت "بمشاركة فاعلة من أبناء المحافظة ومن مختلف المكونات"، واعتبرها بداية لمسار "أكثر استقرارا" في المحافظة.

وأكد عبد الباقي في تسجيل مصور نشره في فيسبوك، أن وزير الداخلية كلفه إدارة الملف الأمني داخل السويداء، مؤكدا متابعته لملف المختطفين من أبناء المدينة، وطالب أهالي السويداء بإرسال قوائم تضم أسماء المختطفين أو المفقودين لمتابعة الملف.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 516 مختطفا من الدروز في محافظة السويداء، بينهم 103 نساء منذ بدء أعمال العنف في المحافظة في تموز/يوليو.

وفي غضون ذلك، استقبل وزير الداخلية أنس خطاب الثلاثاء أعضاء لجنة التحقيق الخاصة بأحداث السويداء، وبحث "أبرز المعوقات التي تعترض عمل اللجنة… والسبل الكفيلة بتجاوزها".

وشهدت محافظة السويداء لمدة أسبوع، بدءا من 13 تموز/يوليو، اشتباكات بين مسلحين دروز ومقاتلين بدو، قبل أن تتحول الى مواجهات دامية بعد تدخل القوات الحكومية ثم مسلحين من العشائر الى جانب البدو.

وقالت السلطات إن قواتها تدخّلت لوقف الاشتباكات، لكن شهودا وفصائل درزية والمرصد السوري لحقوق الإنسان اتهموا القوات الحكومية بالقتال إلى جانب البدو وارتكاب انتهاكات بحقّ الدروز.

وأسفرت أعمال العنف عن مقتل أكثر من ألفي شخص بينهم 789 مدنيا درزيا "أعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية"، بحسب المرصد.

وأفاد سكّان في الأسابيع الأخيرة عن تردّي الأوضاع الإنسانية في السويداء.

مشاركة المقال: