الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 06:24 PM

دمشق تعلن عن خارطة طريق لحل أزمة السويداء بدعم أردني وأمريكي

دمشق تعلن عن خارطة طريق لحل أزمة السويداء بدعم أردني وأمريكي

أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن إطلاق خارطة طريق شاملة لحل الأزمة في محافظة السويداء، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك. تهدف هذه الخارطة، المدعومة من الأردن والولايات المتحدة، إلى استعادة الاستقرار وتعزيز المصالحة الوطنية في المحافظة.

العدالة والمصالحة أولوية

أكد الوزير الشيباني أن محافظة السويداء شهدت أحداثًا أليمة تركت آثارًا عميقة، مشددًا على أن الاتفاق الجديد يهدف إلى محاسبة المتورطين في أعمال العنف وإطلاق مسار للمصالحة الداخلية بمشاركة جميع مكونات المجتمع في السويداء. وأشار إلى أن الخطة تتضمن عدة نقاط رئيسية:

  • ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية إلى المحافظة.
  • تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات المتضررة.
  • إعادة الخدمات الأساسية وتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم.
  • نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لتأمين الطرق وحماية حركة المدنيين والتجارة.
  • الكشف عن مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين من جميع الأطراف.

وأضاف أن خارطة الطريق تركز على إعادة الثقة بين الأهالي في المحافظة وإبعاد النعرات الطائفية، مؤكدًا عزم الدولة على إعادة الحياة الطبيعية إلى السويداء، دون تحديد جدول زمني لتنفيذ الخطة.

الصفدي: وحدة سوريا ركيزة للأمن الإقليمي

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن وحدة سوريا واستقرارها وأمنها يمثل ركيزة أساسية لأمن المنطقة والأردن بشكل خاص، مشيرًا إلى أن الأحداث المأساوية في السويداء يجب أن تُطوى تحت سقف الوطن السوري الواحد. وشدد الصفدي على رفض الأردن لأي مشروع تقسيمي أو انفصالي، معتبرًا أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تعمل على ذلك. كما لفت إلى دعم الأردن للخطوات السورية المعلنة للتحقيق والمحاسبة وإعادة الخدمات وعودة الاستقرار، موضحًا أن ما يحدث في الجنوب السوري ينعكس مباشرة على أمن المملكة.

باراك: واشنطن ملتزمة بالدعم

أشاد المبعوث الأميركي، توماس باراك، بدور الحكومتين السورية والأردنية في رعاية خارطة الحل في السويداء، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة برعاية ومساعدة سوريا في مسارها نحو الاستقرار. وأشار باراك إلى أن الطريق قد يشهد بعض التحديات، لكنهم اليوم يرسمون خريطة لمستقبل أفضل، ويبنون الآمال والثقة، داعيًا إلى التحلي بالصبر. ونقل باراك تمنيات الرئيس الأميركي بالنجاح، مضيفًا أن واشنطن ستوفر الدعم الإنساني والتمويلي لهذه الخطوات.

نحو مرحلة جديدة

اختُتم المؤتمر بالتأكيد على أن خارطة الطريق تمثل أساسًا لمرحلة جديدة قوامها وحدة سوريا، والمصالحة الوطنية، والتدرج في إعادة الثقة ولملمة الجراح. وأكد وزير الخارجية الأردني في ختام تصريحاته أن الفشل ليس خيارًا، وأن نجاح التسوية في السويداء يمثل خطوة أولى نحو استقرار الجنوب السوري، ومن ثم البلاد ككل.

مشاركة المقال: