السبت, 1 نوفمبر 2025 04:30 AM

الأسقف جاك مراد يحذر: الوجود المسيحي في سوريا في خطر والحل في نظام سياسي قوي

الأسقف جاك مراد يحذر: الوجود المسيحي في سوريا في خطر والحل في نظام سياسي قوي

حذر رئيس الأساقفة السرياني الكاثوليكي في حمص وحماة والنبك، جاك مراد، من تدهور الوجود المسيحي في سوريا، واصفًا إياه بأنه "يموت ببطء". وأرجع مراد ذلك إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة التي دفعت الآلاف من المسيحيين إلى الهجرة، معتبرًا أن نهاية المسيحية في سوريا ستشكل "خسارة كبيرة".

جاءت تصريحات مراد خلال عرض قدمه في روما، في 29 تشرين الأول، ضمن فعالية نظمتها المؤسسة البابوية "عون الكنيسة المحتاجة" (ACN) لتقديم تقرير الحرية الدينية في العالم لعام 2025. وتناول مراد وضع الكنيسة في سوريا، مؤكدًا أنها تعيش "وضعًا لا يحتمل ولا يمكن استمراره"، بسبب استمرار هجرة المسيحيين بحثًا عن ظروف معيشية أفضل.

وفقًا لتقديرات المؤسسة المنظمة، انخفض عدد المسيحيين في سوريا من حوالي 2.1 مليون عام 2011 إلى حوالي 540 ألفًا فقط في عام 2024. ويعكس هذا التراجع، بحسب مراد، فشل الجهود المحلية والدولية في وقف الهجرة، لأن "أسبابها لا تتعلق بالكنيسة، بل بالوضع السياسي والاقتصادي الكارثي".

أكد رئيس الأساقفة أن وقف هذا النزيف السكاني "لن يكون ممكنًا قبل تأسيس نموذج سياسي واضح للحكم في سوريا، ونظام أمني قوي يعيد الثقة إلى الناس"، محذرًا من أن البلاد تتجه نحو "نسخة من أفغانستان". وأضاف: "لم نصل بعد إلى مستوى العنف هناك، لكننا لسنا بعيدين عنه أيضًا".

نداء لإنهاء العنف وتحذير من صفقة الجولان

خلال مداخلته في المؤتمر الذي عقد في قاعة المعهد البابوي للآباء الأوغسطينيين في روما، صرح مراد بأن السوريين "لا يعيشون حرية دينية ولا سياسية"، مشيرًا إلى أن الشعب ما يزال يعاني من "العنف والانتقام، ومن أحداث مأساوية تقوض كل المطالب الشعبية والدولية بإنهاء حمام الدم".

وجه رئيس الأساقفة نداءً إلى "جميع أصحاب النوايا الحسنة لاتخاذ خطوات عملية لإنهاء العنف وتحقيق العدالة"، معتبرًا أن "غياب العدالة هو نتيجة ستين عامًا من القطيعة بين الدولة والشعب". وأضاف: "الناس لم يعودوا يثقون بالحكومة المحلية ولا بالمجتمع الدولي، نحن نثق بالله فقط".

كما أعرب مراد عن قلقه من احتمال توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل تتضمن التنازل عن مرتفعات الجولان، محذرًا من أن ذلك "سيحرم سكان دمشق من مصادر المياه ويجعلهم عبيدًا"، متسائلًا: "أين هي قيم حقوق الإنسان التي تضمن عدالة القرارات للطرفين؟".

من هو الأسقف جاك مراد؟

الأسقف جاك مراد يبلغ من العمر 57 عامًا، وهو رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك للسريان الكاثوليك. اختطف عام 2015 على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أثناء خدمته في مدينة القريتين بريف حمص. قضى عدة أشهر في الأسر قبل أن يتمكن من الهروب بمساعدة مسلمين من المنطقة، رافضًا الحديث عن تفاصيل معاناته مفضّلًا التركيز على "القيم المشتركة" بين أبناء البلاد.

مشاركة المقال: