الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 02:36 AM

كفرنبودة تحيي ذكرى نادر شاليش: احتفاء بشاعر المخيمات وذاكرة الثورة

كفرنبودة تحيي ذكرى نادر شاليش: احتفاء بشاعر المخيمات وذاكرة الثورة

شهدت بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، يوم الأحد، فعالية ثقافية وشعبية واسعة لإحياء الذكرى الرابعة لرحيل الشاعر نادر شاليش، صاحب القصيدة الشهيرة "أرسلتُ الروح إلى داري تطوفُ بها"، التي لامست وجدان السوريين وآلام تهجيرهم خلال سنوات الحرب.

أقيمت الفعالية أمام منزل الشاعر الراحل في كفرنبودة، بحضور رسمي لافت تمثل في وزير الثقافة ومحافظ حماة، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من الأهالي والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي. وقد أضفت المشاركة الشعبية الكبيرة بعداً معنوياً للحدث، حيث بدت كفرنبودة، التي عانت طويلاً من ويلات الحرب، وكأنها تستعيد جزءاً من حياتها الثقافية والاجتماعية عبر تخليد ذكرى شاعرها.

أكد أحمد صباح العبد الرحمن، من إدارة الشؤون السياسية، في حديث لمنصة، أن الهدف من اللقاء هو تكريم شاعر يشكل علامة فارقة في وجدان شريحة واسعة من الحاضنة الثورية. وأشار إلى أن الرسالة من هذه الفعالية هي التأكيد على أن معاناة حاضنة الثورة حاضرة في صدورنا، وأن إدارة الشؤون السياسية تحتفظ بشريط ذاكرة الثورة برموزها المتعلقة بالأشخاص والأماكن. وأوضح أن الرسالة الموجهة إلى عموم حاضنة الثورة هي أن الانتقال لمرحلة بناء الدولة لا يلغي ذاكرة الثورة، وأن هناك سعياً لتقديم ما يمكن للتخفيف من معاناتهم وجبر الضرر المعنوي. وأكد على أن الفعاليات ستستمر لتشمل كل الحالات المشابهة في الريف المنكوب، وستسهم في تخليد الذكرى وتحقيق العدالة الانتقالية.

من جانبه، قال الناشط خالد حسينو، وهو من أبناء مدينة كفرنبودة، في حديث لمنصة، إن إقامة هذه الفعالية في بلدته تحمل دلالات عميقة، فهي لا تقتصر على تكريم شاعر كبير مثل نادر شاليش، بل تسلط الضوء أيضاً على مدينة "مدمرة عانت الكثير من ويلات الحرب". وأضاف حسينو: "هذا الحدث يعيد الحياة إلى شوارع كفرنبودة ويؤكد أن الثقافة والشعر قادران على إبقاء صوت مدينتنا حاضراً، وأن ذكرياتنا وهويتنا ستبقى حية مهما حاول الدمار أن يمحوها".

عرف نادر شاليش بلقب "شاعر المخيمات"، واشتهر بقصيدته المؤثرة: "أرسلتُ روحي إلى داري تطوف بها.. لمّا خُطانا إليها ما لها سبلُ"، التي لامست مشاعر المهجرين والمشردين السوريين. وقد وصف في أشعاره مرارة الغربة وآلام التهجير، لتصبح كلماته مرآةً لمعاناة الشعب السوري وآماله. وتوفي شاليش في 12 أيلول 2021، تاركاً قصيدة ما زال يتردد صداها في الوجدان الشعبي والثقافي السوري.

جسدت الفعالية التي أقيمت في كفرنبودة تلاقي الأدب بالوجدان الوطني، وأكدت أن الشعر يظل شاهداً على معاناة الناس، وحارساً لذاكرتهم الجمعية في مواجهة النسيان.

مشاركة المقال: