الإثنين, 15 سبتمبر 2025 01:05 AM

تساؤلات حول ضعف الرد العربي على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة

تساؤلات حول ضعف الرد العربي على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة

مالك صقور يتساءل: إلى متى سنستمر في الإدانة والاستنكار والشجب؟ فالكلام تعب من الكلام، وبيانات الإدانة أصبحت كعطسة في الريح. منذ أكثر من خمسين عامًا ونحن نسمع ونقرأ بيانات الإدانة والاحتجاج والشجب والاستنكار، وفي الوقت نفسه نتوسل وندعو في بيوت الله من أجل النصر على الأعداء. ولكن لا بيانات الإدانة ولا الدعاء بقلوب خاشعة وعيون دامعة قد نفعت، بل زادت المآسي والفواجع.

ما هي هذه القوة الخارقة لدى الصهيوني؟ ولماذا هذا الضعف والعجز لدى العربي؟ في يوم أو يومين، قام الكيان الصهيوني بقصف مواقع في سورية، وفي اليمن، ولبنان، وقطر، وتونس (قصفت إحدى سفن اسطول الصمود المتجهة إلى غزة لنجدتها وكسر الحصار القاتل). وفي الوقت نفسه، يقوم بقضم الضفة الغربية، وهدم البيوت، وتجريف الكروم، وبناء المستوطنات، وطرد الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم، واعتقال الشباب الفلسطينيين.

اعتبر كثيرون من المحللين أن محاولة اغتيال الوفد الفلسطيني المفاوض في الدوحة كانت مفاجأة، ولكن قلة من العارفين بسياسة الكيان الصهيوني وعقيدته ومهارته في الاغتيال لم تكن مفاجأة. المفاجأة أن ذلك تم على أرض صديقة، في عاصمة تحاول أن تقيم السلام بين الفلسطينيين والصهاينة، مما دعا رئيس وزراء قطر إلى التصريح بأن هذه العملية، وإن فشلت، كانت غدرًا وطعنة غير متوقعة.

لماذا تتمتع "إسرائيل" بهذه القدرات الخارقة؟ ويتصف العرب بهذا العجز المذل المهين، لا سيما وفلسطين تذبح من الوريد إلى الوريد، وتستأصل من رحم الأمة العربية؟ هل هذا يعود إلى القضاء والقدر؟ أم يعود إلى التدجين والإخصاء؟ أم يعود إلى التخاذل والاستسلام؟ أم إلى التبعية والدونية؟ أم إلى غضب السماء على العربي ورضاها على أعدائنا؟

في غزة تستعر المعارك وتستمر، ومنذ سنتين وجحافل العدو بعتاده الجهنمي تقتحم غزة، قتلاً وتدميراً وتجريفاً وحرقاً، وحدهم الأبطال الفدائيون يواجهون هذه المصفحات والدبابات والمدافع بكل بسالة وشرف وشجاعة، وشعارهم: الموت ولا الاستسلام. هكذا كان شعار أو خطاب غيفارا في الأمم المتحدة: الوطن أو الموت.

بيانات الإدانة انهالت من كل بلدان العالم تقريباً، لكن العدو لا يزال يقصف ويدمر ويهجر ويحرق ويهدد، فإذا لم يُردع بالقوة، فلن يرتدع. ولن يهم هذا الكيان كل ما يقال في الإعلام عن وحشيته، ولا يهمه كل إدانات الأرض ما دام الأمبراطورية الأميركية معه تدعمه وتسلحه وتحميه.

غداً سينعقد مؤتمر قمة عربي-إسلامي في الدوحة، للمناقشة وللمشورة ماذا عليهم أن يتصرفوا، أو كيف سيكون الرد؟ نأمل أن تكون القرارات إيجابية، رادعة، مجدية، قادرة على وضع حد للعربدة الصهيونية. أما إذا كانت كغيرها من القمم، أي بيانات على الورق تذاع على استحياء في بعض الفضائيات، ومن ثم يطويها النسيان، فهذا سيكون كما قلت في البداية عطسة في ريح قوية. وإن غداً لناظره قريب.

(موقع اخبار سوريا الوطن-2)

مشاركة المقال: