الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 05:28 AM

مبادرة طبيب في القامشلي تعيد الأمل للمرضى ذوي الدخل المحدود

مبادرة طبيب في القامشلي تعيد الأمل للمرضى ذوي الدخل المحدود

أطلق الدكتور مروان صالح بيري، أخصائي أمراض المفاصل والروماتيزم المقيم في بريطانيا منذ عام 2013، مبادرة تطوعية في مدينة القامشلي تهدف إلى تقديم الاستشارات الطبية والعلاج المجاني لذوي الدخل المحدود. تعكس هذه الخطوة التزامًا أخلاقيًا ووطنيًا، وتذكر بأهمية عودة الكفاءات العلمية من المهجر لخدمة المجتمعات المحلية.

دوافع المبادرة

يرى الدكتور بيري، المولود عام 1965، أن دوافعه الإنسانية كانت المحرك الأساسي وراء إطلاق هذه المبادرة. وأكد أن بيته وعيادته وأهله في القامشلي شكلوا الحافز الأول لعودته بخبرة اكتسبها خلال سنوات عمله في بريطانيا، حيث كان جزءًا من فرق العمل التطوعي في المستشفيات العامة. وأضاف: "شعرت أن بلدي وبلدتي بحاجة ماسة إلى جهدي التطوعي، ولم أواجه أي تحديات تذكر، بل كان الاستقبال حافلًا بالترحيب من مختلف أطياف المجتمع."

الواقع الصحي في القامشلي

أوضح الدكتور بيري أن القطاع الصحي في القامشلي والمحافظة يعاني عمومًا من تراجع كبير، مع غياب المستشفيات الحكومية القادرة على تقديم الرعاية الكافية. وأشار إلى أن مرضى الروماتيزم على وجه الخصوص يحتاجون إلى متابعة دورية وفحوص مخبرية متقدمة، بعضها مكلف وغير متوافر حتى في المخابر الخاصة. وأكد: "الوضع الصحي الحالي لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات المرضى، خصوصًا كبار السن الذين يحتاجون إلى عمليات تبديل المفاصل أو وسائل مساعدة كالعكازات وكراسي التنقل، وهي احتياجات لا يكفي التعاطف لسدها بل تتطلب دعمًا ماديًا مباشرًا."

رسالة إلى الأطباء والجيل الجديد

وجه الدكتور بيري رسالة واضحة إلى زملائه في المهنة وإلى الجيل الجديد من الأطباء، داعيًا إياهم إلى ممارسة الطب بروح إنسانية خالصة، وتقديم مصلحة المريض على أي اعتبارات مادية أو شخصية. وأضاف: "وقت الشدة هو الوقت الذي يحتاج فيه الناس إلى أطبائهم، أما وقت الرخاء فلا يكونون في حاجة ماسة إلينا."

طموحات مستقبلية

لا يقتصر حلم الدكتور بيري على العيادة التطوعية، بل يسعى إلى تطوير المبادرة لتصبح مستوصفًا متكاملًا يضم كافة الكوادر الطبية، ومجهزًا بأحدث وسائل التشخيص من أجهزة أشعة ومختبرات تحليلية، إضافة إلى صيدلية قادرة على تغطية احتياجات المرضى من الأدوية. ويرى أن دعم رجال الأعمال والخيرين في المنطقة سيكون عاملاً حاسمًا في تحويل هذه المبادرة إلى مؤسسة وطنية تغطي متطلبات المجتمع، وصولًا إلى إنشاء مستشفى متكامل في المستقبل.

أمل متجدد

يعبر الدكتور بيري عن ارتياحه النفسي الكبير لمردود هذه المبادرة، إذ يلمس بشكل يومي أثرها المباشر على حياة المرضى، ويشعر بازدياد علاقته بالمجتمع المحلي عمقًا ومتانة. ويختم بالقول: "أتمنى أن يحذو زملائي حذوي، وأن يسهم كل من موقعه بما يستطيع تقديمه لخدمة الناس في هذه الظروف الصعبة."

مشاركة المقال: