الأحد, 14 سبتمبر 2025 07:11 PM

دير الزور: إقبال متزايد على رياضة كمال الأجسام رغم التحديات الاقتصادية

دير الزور: إقبال متزايد على رياضة كمال الأجسام رغم التحديات الاقتصادية

عنب بلدي – عبادة الشيخ

تشهد محافظة دير الزور إقبالًا ملحوظًا على رياضة كمال الأجسام بعد سقوط النظام السوري السابق، مما يعكس رغبة الشباب في التغلب على صعوبات الحياة اليومية واستعادة نمط حياة صحي بعد سنوات من التدهور بسبب الظروف الأمنية.

على الرغم من أن كمال الأجسام يعتبر من الكماليات في ظل الظروف المعيشية الصعبة في المحافظة، إلا أن ممارسيها يجدون طرقًا للتكيف. يرى البعض أن ارتفاع الأسعار وتدني الدخل يشكلان عائقًا، بينما يجد آخرون في ممارسة الرياضة استثمارًا في صحتهم الجسدية والنفسية، مما يدفعهم لتوفير النفقات اللازمة للاشتراك في النوادي.

أفاد اللاعب محمد العبد الله، من مدينة العشارة بدير الزور، بأن الرسوم الشهرية المتواضعة نسبيًا، والتي تبلغ حوالي عشرة دولارات، تجعلها خيارًا ممكنًا للكثيرين. كما ساهم سقوط النظام السابق في استعادة نشاط هذه الرياضة، حيث لم يكن بالإمكان ممارستها سابقًا بسبب عدم وجود أندية في الريف، بالإضافة إلى انتشار الحواجز الأمنية وارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم والمواصلات.

أوضح عمار العسكر، مدرب اللياقة البدنية، لعنب بلدي، أنه يتم تجهيز لاعبين في دير الزور للمشاركة في بطولات على مستوى المحافظة والجمهورية، وأنه ينسق مع مديرية الشباب والرياضة لإقامة بطولات على مستوى المحافظة.

يشير منير الرويلي، صاحب نادي رياضة كمال الأجسام في مدينة دير الزور، إلى أن الإقبال على هذه الرياضة زاد خلال الفترة الماضية بعد توقفها لثلاثة أشهر في بداية العام الحالي، على الرغم من أنها تعتبر من الكماليات والأمور الثانوية والترفيهية بالنسبة لشباب المنطقة. ولاحظ الرويلي زيادة تدريجية في التسجيل في ناديه خلال الأشهر الأخيرة، مع تفاوت في نسب التسجيل بين فصلي الشتاء والصيف، حيث تتحسن قليلًا في فصل الصيف. وأشار إلى عودة العديد من شبان المنطقة وزيادة عنصر الشباب بعد موجات الهجرة التي شهدتها المحافظة خلال سنوات سيطرة النظام السابق، مؤكدًا أن الأندية بدأت تتعافى بسبب عودة المهجرين إلى مدينتهم.

يتقاضى سامر أجورًا شهرية تصل إلى عشرة دولارات من كل مشترك، وأشار إلى أن وضعه الاقتصادي تحسن بعد تحسن واقع الكهرباء وانخفاض سعر ليتر المازوت من 18,000 ليرة سورية خلال فترة سيطرة النظام السابق إلى 7000 ليرة سورية اليوم.

تحديات اقتصادية.. خطط للتكيف

تشكل التحديات الاقتصادية عائقًا أمام ممارسي رياضة كمال الأجسام في دير الزور. فبينما تعتبر هذه الرياضة في مناطق أخرى استثمارًا في الصحة، يرى كثيرون أنها ترف في ظل تدني الدخل وارتفاع أسعار السلع الأساسية. يواجه اللاعبون صعوبة في تأمين التغذية السليمة، خاصة مع عدم توازن وثبات أسعار اللحوم والدجاج ومنتجات الألبان، والتي تعد أساسية لبناء العضلات. كما أن توفير المكملات الغذائية المستوردة، مثل البروتين والكرياتين، يمثل تحديًا ماليًا، مما يدفع الكثير من الشباب للاعتماد على بدائل طبيعية ووجبات محلية بسيطة لتعويض النقص، بحسب رياض الخضر، وهو لاعب كمال أجسام. بالمقابل، فإن رسوم الاشتراك الشهرية المعقولة، جعلت من الرياضة خيارًا ممكنًا لكثيرين بحسب الخضر.

تنوع في أساليب التدريب

أفاد مجد المضحي، مدرب رياضي، لعنب بلدي، أن هنالك تنوعًا في أساليب التدريب بالنوادي الرياضية في دير الزور، وهذا الأمر يتناسب مع أهداف اللاعبين المختلفة، لكن يميل الشباب بشكل عام إلى الأساليب التي تركز على بناء الكتلة العضلية وزيادة القوة. الأسلوب الأكثر شيوعًا هو التدريب المجزأ (Split Routine)، حيث يتم تخصيص يوم لكل مجموعة عضلية أو مجموعتين، مثل يوم للصدر والكتف، ويوم آخر للظهر والأرجل، وهو ما يسمح بتركيز أكبر على كل عضلة لتحقيق أقصى نمو. كما يفضل العديد من الشباب التدريب عالي الشدة (High-Intensity Training – HIT)، الذي يعتمد على أوزان ثقيلة وعدد تكرارات قليل لزيادة القوة بشكل سريع، بحسب المضحي. ورغم أن التدريب الوظيفي (Functional Training) واللياقة البدنية العامة بدأت تكتسب شعبية، فإن الهدف الأساسي لمعظم الشباب هو تحقيق جسم رياضي وقوي، مما يجعل تدريبات القوة التقليدية هي الخيار المفضل لديهم.

خطط للتطوير

صرح علي الصالح، مدير المكتب التنفيذي في محافظة دير الزور، لعنب بلدي، أن هنالك رؤية واضحة تهدف إلى نشر ثقافة صحيحة وسليمة لرياضة بناء الأجسام، وذلك عبر تطوير الأندية والمراكز القائمة وتجهيزها بمدربين مؤهلين. وتشمل خطط المكتب متابعة تراخيص المنشآت الرياضية، وتقديم ورشات عمل ودورات تدريبية للكوادر المحلية بالتعاون مع اتحاد اللعبة، والتركيز على أهمية التغذية السليمة ومخاطر المنشطات، لجذب المواهب الشابة. ويخطط المكتب لإنشاء مركز تدريبي في جامعة الفرات وآخر تابع لمديرية الرياضة والشباب بأسعار رمزية، بالإضافة إلى تقديم مكافآت للمواهب الواعدة وتنظيم بطولات دورية على مستوى المحافظة.

مشاركة المقال: