يشهد موسم الزيتون في محافظة درعا تراجعاً حاداً بسبب الجفاف وعوامل مناخية وزراعية أخرى، مما يضع المزارعين أمام تحديات غير مسبوقة، وفقاً لتحقيق أجرته صحيفة الثورة.
تظهر آثار الجفاف والعطش بوضوح على المساحات المزروعة بعلاً، نتيجة لانخفاض نسبة الأمطار وتراجع غزارة الآبار والينابيع، بالإضافة إلى قلة تخزين السدود.
يقول مزارعون لصحيفة الثورة إن أشجار الزيتون تموت واقفة، حيث تعتمد معظم المساحات المزروعة في درعا على مياه الأمطار، التي لم تتجاوز 30% من المعدل السنوي هذا الموسم، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في الإنتاج.
المزارع جميل قداح، المشرف على مزرعة زيتون تضم أكثر من 11 ألف شجرة، وصف الوضع بالكارثي، مؤكداً أن التربة جافة والأشجار تموت بسبب قلة الأمطار، وأن الثمار لن تكون بالمستوى المطلوب حتى لو وصلت لموسم القطاف.
المزارع حسن عواد أشار إلى صعوبة توفير المياه لسقاية الأشجار، خاصة مع صعوبة الحصول على مياه الشرب، وأن سقاية الأشجار يترتب عليها تكاليف مادية مرهقة، بالإضافة إلى تكاليف الحرث والعزق والتقليم.
الخبير الزراعي محمد أبو وصفي أكد على ضرورة سقاية أشجار الزيتون ولو لمرة أو مرتين خلال الصيف للحفاظ عليها من اليباس والموت، مشيراً إلى ضرورة تحول المزارعين إلى الري بالتنقيط لتقليل الهدر.
انخفاض إنتاج الزيتون أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار زيت الزيتون، حيث ارتفعت صفيحة الزيت وزن 16 كغ من 550 ألف ليرة إلى 900 ألف ليرة، مع توقعات بارتفاع آخر بسبب انخفاض الإنتاج المتوقع.
مدير الزراعة بدرعا، المهندس عاهد الزعبي، توقع تراجع إنتاج الزيتون بنسبة 40% بسبب الجفاف وقلة الأمطار وظاهرة المعاومة، مشيراً إلى أن الإنتاج المتوقع للموسم الحالي يبلغ حوالي 17 ألف طن.
تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون في درعا 5659 هكتاراً مروياً وأكثر من 11 ألف هكتار بعل، مزروعة بأكثر من ثلاثة ملايين شجرة منها أكثر من 2800000 شجرة مثمرة.
يذكر أن المساحات المزروعة بالزيتون في درعا قبل عقد من الزمن كانت تصل إلى أكثر من 300 ألف دونم، مزروعة بنحو سبعة ملايين شجرة، منها أكثر من خمسة ملايين شجرة مثمرة، يصل إنتاجها إلى أكثر من 100 ألف طن من ثمار الزيتون وأكثر من 12 ألف طن من زيت الزيتون، وأن عدد المعاصر المرخصة 45 معصرة، تصل طاقتها الإنتاجية لأكثر من 250 طناً يومياً.
المصدر: صحيفة الثورة.