الأحد, 14 سبتمبر 2025 02:03 AM

إسرائيل تعلن عن تفكيك خلايا تابعة لـ"فيلق القدس" في جنوب سوريا واعتقال عناصر

إسرائيل تعلن عن تفكيك خلايا تابعة لـ"فيلق القدس" في جنوب سوريا واعتقال عناصر

أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتقال عناصر في مناطق جنوبي سوريا خلال الأشهر الماضية، مشيراً إلى أنهم كانوا يعملون تحت إمرة الوحدة "840" التابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صرح عبر حسابه على منصة "إكس" يوم الجمعة 12 أيلول، بأن الجيش الإسرائيلي ألقى القبض على "خلايا مخربين تم تحريكها من قبل وحدة العمليات الخاصة التابعة لفيلق القدس الإيراني"، وذلك في سلسلة من "العمليات الخاصة" على حد وصفه.

وأوضح أدرعي أنه في شهري آذار ونيسان من العام الحالي، تم القبض على عنصرين ميدانيين تابعين لـ"الوحدة 840" على الأراضي السورية، وهما زيدان الطويل ومحمد الكريان.

وتقوم إسرائيل بعمليات توغل متكررة في المناطق الحدودية الجنوبية لسوريا، معللة ذلك بـ"حماية أمنها". في المقابل، تؤكد سوريا في مناسبات عدة أن هذه التوغلات تشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن في المنطقة.

وخلال الأسابيع الماضية، جرى القبض على عدة خلايا تم تحريكها نيابة عن الوحدة "840" من قبل اللبنانيين قاسم صلاح الحسيني ومحمد شعيب، اللذين قُتلا في لبنان الشهر الماضي، واللذين وصفهما أدرعي بأنهما من أبرز العناصر المؤثرين في محور تهريب الأسلحة من إيران إلى الأراضي الإسرائيلية.

وكشفت التحقيقات مع المعتقلين، وفقًا للناطق، أن "بعضهم لم يكونوا يعرفون لصالح من يعملون، وأن تجنيدهم للعمل تم في الكثير من الأحيان دون أن يتم كشف الدوافع الحقيقية للوحدة وبواسطة الرشوة المالية".

وفي 7 تموز الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي تفكيك خلية تابعة لـ"فيلق القدس" في منطقة "تل كودنة" بدرعا جنوبي سوريا.

و"فيلق القدس" هو تنظيم عسكري مسلح متخصص في إدارة العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، تأسس في نهاية الثمانينيات مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وقاتل في دول عربية مختلفة، في مقدمتها سوريا والعراق. وقد اشتهر الفيلق برئيسه السابق اللواء قاسم سليماني الذي اغتيل في غارة أمريكية بالعراق بداية عام 2020، وشارك في معارك كثيرة جنبًا إلى جنب مع نظام الأسد.

وبحسب "المركز العربي لدراسات التطرف"، فإن "الوحدة 840" هي إحدى وحدات النخبة والمصنفة في "فيلق القدس". وقد تفرعت هذه الوحدة في السنوات الأخيرة من "الوحدة 400" (وحدة العمليات الخاصة المدربة تدريبًا عاليًا)، وهي مسؤولة عن إنشاء خلايا عملياتية في الدول الأجنبية واستخدامها بشكل أساسي لتنفيذ عمليات (خطف أو اغتيال) ضد أهداف غربية ونشطاء المعارضة الإيرانية. وعادة ما تكون هذه الخلايا جزءًا من مجتمع الجريمة المنظمة المحلية في بلد العملية أو متصلة به، وفق المركز.

وتتكون الوحدة من عدة أقسام رئيسة هي: القيادة العامة، قسم المخابرات، قسم الشرق الأوسط وإفريقيا، قسم القوقاز وآسيا، قسم أوروبا والولايات المتحدة، وقسم عملياتي متخصص في النشاط ضد المعارضين للنظام الإيراني.

ووفقًا لتقرير المركز، فقد نفذت الوحدة "840" عمليات في دول مختلفة حول العالم استهدفت شخصيات معارضة، من بينها اغتيالات لنشطاء معارضين في هولندا وتركيا، ومحاولات اغتيال باءت بالفشل في الولايات المتحدة وأذربيجان. وقد قامت الوحدة مؤخرًا باستخدام عناصر من العراق وأذربيجان وتركيا وإيرانيين يعيشون في دول أوربية لتنفيذ عملياتها، وفق المركز.

وتقول إسرائيل إنها تريد منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، منعًا لأي هجمات مستقبلية على أراضيها على غرار ما جرى في 7 تشرين الأول 2023، وفق حوار لوزير الخارجية الإسرائيلي مع صحيفة "جيروزاليم بوست" في 28 كانون الأول 2024.

وتنفذ إسرائيل بشكل متكرر عمليات توغل واعتقال في مناطق مختلفة جنوب سوريا، آخرها كان أمس الخميس، عندما اعتقلت أبًا وابنه في "قرية عابدين" بريف درعا الغربي. وفي أواخر آب الماضي، توغلت قوات إسرائيلية في قرية العشة بريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بتفتيش منازل عدد من المواطنين، وفق ما قالت وكالة "سانا" الرسمية. وأشارت الوكالة إلى أن قوة تابعة للجيش الإسرائيلي، مؤلفة من 30 آلية توغلت في قرية العشة، وقامت بتفتيش دقيق للمنازل، كما قامت بسرقة أموال من بعض المنازل خلال عمليات التفتيش.

مشاركة المقال: