الإثنين, 3 نوفمبر 2025 01:13 PM

روز عمر: فنانة من القامشلي تطمح للطب وترسم الحياة بألوان الأمل

روز عمر: فنانة من القامشلي تطمح للطب وترسم الحياة بألوان الأمل

روز عمر، شابة طموحة من مدينة القامشلي، تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا، تقف اليوم أمام خيارين مصيرين: تحقيق حلمها الأكاديمي في دراسة الطب، والاستمرار في مسيرتها الفنية التي بدأتها قبل أربع سنوات، والتي أصبحت بصمتها المميزة في عالم الرسم.

توضح روز أن بداياتها لم تكن سهلة، حيث بدأت الرسم في سن الرابعة عشرة، وكانت ترسم كل ما تراه عيناها. ومع الإصرار والمثابرة، تطور رسمها تدريجيًا، ولاحظ المحيطون بها هذا التطور وشجعوها على الاستمرار.

تتميز روز بأسلوبها الفريد، فهي لا تكتفي برسم الأشكال والمناظر، بل تسعى لنقل إحساسها في كل لوحة، لتصبح اللوحة مرآة للواقع ممزوجة بروحها الخاصة. وتقول: "أرسم المرأة كثيرًا، وأستلهم من الفلكلور الكردي والعربي القديم، إيمانًا مني بأن الهوية والتاريخ يجب أن يظلا حاضرين في الفن."

تستخدم روز أدوات متنوعة في رسمها، أبرزها الفحم الذي تعتمد عليه في معظم أعمالها، بالإضافة إلى تجربتها مع ألوان الزيت التي تجدها غنية وملهمة. ورغم أنها بدأت رحلتها الفنية بالتعلم الذاتي، إلا أن شقيقتها ساعدتها في خطواتها الأولى، بينما كانت والدتها الداعم الأكبر لها. تقول روز: "أمي هي قدوتي ودعمي الأول، ولن أنسى فضلها ما حييت."

من بين اللوحات الأقرب إلى قلبها، لوحة تجسد معاناة أطفال غزة خلال الحرب، حيث حاولت ترجمة الألم والدموع إلى ألوان وخطوط. وتضيف: "أثناء الرسم، كنت أشعر بكل وجع في عيون الأطفال."

لم تقتصر رحلة روز الفنية على مرسمها الصغير، بل شاركت في معارض فنية في مدن عدة مثل القامشلي، الحسكة، الرقة، الطبقة، رميلان، وعامودا، حيث حصدت جوائز وأصداء إيجابية من الجمهور.

تطمح روز إلى إقامة معرض خاص بها في المستقبل، يترك بصمة تلهم الآخرين وتفتح المجال أمام المواهب الجديدة. وتختتم رسالتها قائلة: "إذا كانت لديك موهبة، فلا تتوقف. آمن بنفسك وطورها مهما كانت التحديات."

بين حلم الطب والفن، تواصل روز عمر مسيرتها بخطوط من ألوانها الخاصة، راسمةً عالمًا تعتبره مساحة الأمان الوحيدة، ومفتاحها للتعبير عن الذات والبحث عن الجمال وسط صعوبات الحياة.

مشاركة المقال: