الخميس, 11 سبتمبر 2025 03:34 PM

جماعة "الإخوان المسلمون" في سوريا ترد على مطالب حل التنظيم وتؤكد: جزء من المشهد السوري

جماعة "الإخوان المسلمون" في سوريا ترد على مطالب حل التنظيم وتؤكد: جزء من المشهد السوري

ردت جماعة "الإخوان المسلمون" في سوريا رسميًا على الدعوات المطالبة بحل الجماعة، والتي أطلقها أحمد موفق زيدان، المستشار الإعلامي للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.

أكد المراقب العام لـ"الإخوان المسلمين" في سوريا، عامر البوسلامة، أن دعوات زيدان لحل الجماعة هي "اجتهاد شخصي ولا يمثل موقفًا رسميًا للسلطة السورية".

وفي مقابلة مصورة مع قناة "الجزيرة مباشر"، أوضح البوسلامة أن حل الجماعة ليس في "المصلحة الوطنية ولا من مصلحة سوريا"، معتبراً أن "الجماعة كانت وما زالت جزءًا من المشهد السوري، وقوة داعمة للمرحلة الانتقالية".

كما أكد البوسلامة أن الجماعة لم تتلق أي تواصل رسمي أو ضغوط من السلطات السورية لحل نفسها، معتبراً أن "ما يطرح لا يعدو كونه مقالات واجتهادات إعلامية أو شخصية".

وأشار إلى أنه إذا رأت الجماعة أن في حلها مصلحة لسوريا "لاتخذت القرار فورًا"، مؤكداً أن وجودها "ضروري، ويمثل إضافة للحالة السورية الجديدة".

دعوة غير رسمية

وكان المستشار الإعلامي للرئيس السوري، أحمد موفق زيدان، قد طالب جماعة "الإخوان المسلمين" بحل نفسها، في مقال رأي نُشر على موقع "الجزيرة نت"، معللاً ذلك بأنه "سيخدم البلد ويدفع أبناءه للانخراط في العمل الحكومي لتستفيد منه الدولة".

وذكر زيدان أن هذه الدعوة ترسخت "بعد دراسات ونقاشات ومقاربات لأشباه ونظائر في عالم التجربة والممارسة السياسية"، معتبراً أن مواكبة العصر وتطوراته وتحديثاته أمر في "غاية الأهمية للسياسي العامل في الحيز الاجتماعي".

ورد البوسلامة بأن "الإخوان المسلمين" مواطنون سوريون و"لسنا قادمين من الخارج، والجماعة كانت حاضرة في المعارضة منذ عام 1962، وضحّت في مواجهة نظام الأسد الأب والابن، وقدمت تضحيات كبيرة في السجون والمنفى".

وأشار إلى أن الجماعة "تملك من المرونة والديناميكية ما يمكنها من التطور والاستمرار"، معتبراً أن الحديث عن شيخوخة قياداتها "مضلل"، ومستشهداً بنشاط رموزها التاريخيين رغم تقدمهم في العمر.

وحول علاقة "الإخوان" بالحكومة السورية الحالية، شدد البوسلامة على أن الجماعة تؤيد وتساند الرئيس الشرع والإدارة الانتقالية، مؤكداً أن الإخوان "ليسوا في موقع المعارضة أو التعطيل"، بل يضعون خبراتهم في خدمة الدولة.

وأضاف: "نحن اليوم في خندق واحد مع القيادة الجديدة، نؤيدهم وننصحهم في الوقت ذاته، وإذا وجدنا خللًا سنشير إليه بلغة النصح والود، وليس بهدف المعارضة أو الإضعاف".

"الجماعة مترددة"

من جهته، قال الأكاديمي والباحث في الجماعات الإسلامية، عبد الرحمن الحاج، إن الجماعة مترددة، وتميل للبقاء والاستمرار وعدم الحل في الظروف الحالية.

ويتوقع الحاج أن هناك اعتقادًا سائدًا بأن طلب حل "الإخوان" هو طلب إقليمي تقوده دول كانت مهندسة للثورات المضادة، لذلك تتشبث قيادة "الإخوان" ببقاء التنظيم، معتبراً أن هذا أمر مرحلي، وفي المدى البعيد فإن التنظيم سيجد أن أفضل خياراته هي حل نفسه.

الموقف من "العهد الجديد"

أثار بيان جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا عقب اجتماع مجلس شورى الجماعة، ردود فعل بين من اعتبره محاولة لإعادة البناء والمشاركة السياسية، أو لتعقيد جديد في المشهد السوري.

وحددت الجماعة، خلال البيان الذي نشرته، موقفها مما سمته "العهد الجديد" في سوريا، وقالت إنه يندرج في إطار الدعم والحرص على نجاح عملية بناء دولة مدنية حديثة ذات مرجعية إسلامية، تقوم على مبدأ المواطنة الكاملة والتعددية السياسية، وترفض جميع أشكال الاستبداد والانقسام.

وأكدت الجماعة ضرورة صون وحدة الأراضي السورية والشعب السوري، ورفض أي حلول تُبقي على الوضع القائم أو تمهّد لتقسيم البلاد.

يذكر أن جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا نشأت عام 1945، وكان البرلماني والداعية السوري مصطفى السباعي، أول مراقب لها، وهي فرع من التنظيم الأم، الذي نشأ في مصر، على يد الداعية المصري، حسن البنا، عام 1928. وقد تعرض التنظيم على مستوى البلدان العربية لعدة هزات، نال الفرع السوري النصيب الأكبر منها، إذ حاربه الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد.

مشاركة المقال: