الخميس, 11 سبتمبر 2025 05:38 PM

استمرار معاناة مشتركي سيريتل في مناطق سيطرة قسد: انقطاع الاتصالات يعمق العزلة

استمرار معاناة مشتركي سيريتل في مناطق سيطرة قسد: انقطاع الاتصالات يعمق العزلة

يواجه مشتركو شبكة "سيريتل" في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) صعوبات جمة منذ أكثر من سبعة أشهر، نتيجة للانقطاع الكامل للخدمة وحرمانهم من أبسط وسائل التواصل. هذا الانقطاع لم يؤثر فقط على الحياة اليومية، بل تسبب أيضاً في أضرار مباشرة لمصادر رزق العديد من العاملين في قطاع الاتصالات.

منذ بداية نيسان الماضي، منعت الإدارة الذاتية شركتي "سيريتل" و"MTN" من تقديم خدماتهما في مناطق سيطرتها دون إبداء أسباب واضحة، ودون توفير بديل لتلبية الحاجة الأساسية للاتصالات. وتقتصر خدمة الإنترنت في المنطقة على شركة "RCELL" التي تعتمد على كابل ضوئي من السليمانية في إقليم كردستان العراق، لكن خدماتها محدودة ولا تعوض غياب الشبكات الخلوية.

حرمان من التواصل وفقدان الأرقام

يؤكد المواطن صالح المحمد، من ريف القامشلي الجنوبي، أن انقطاع الشبكة أفقده رقمه السوري المرتبط بأعماله، قائلاً: "أرسلت خطي وخط والدي إلى دمشق لإصلاحهما، لكن قيل لنا إنهما محروقان. حياتي العملية مرتبطة برقمي، واليوم لا أستطيع استعادته. بدون شبكة نشعر أننا معزولون تماماً؛ لا اتصالات في حالات الطوارئ، ولا قدرة على تلبية أبسط الحاجات اليومية".

أصحاب المحلات الأكثر تضرراً

يشير شيار علي، صاحب محل اتصالات في سوق مدينة القامشلي، إلى أن المعاناة لا تقل قسوة بالنسبة للعاملين في هذا المجال: "المحل شبه مغلق منذ انقطاع سيريتل. لم يعد هناك بيع رصيد أو تفعيل خطوط، والزبائن توقفوا عن القدوم. حتى خدمات الصيانة المرتبطة بخطوط سيريتل اختفت. خسرنا مصدر رزقنا الوحيد وأصبح وجودنا بلا جدوى تقريباً".

عزلة ومطالبات بالحل

يجد المشتركون أنفسهم في عزلة حقيقية عن العالم، حيث أصبح الاتصال في حالات المرض أو الحوادث شبه مستحيل، وتعطلت المعاملات التجارية، وفقدت العائلات القدرة على التواصل مع أقاربها في الداخل والخارج. هذه المعاناة اليومية، كما يصفها الأهالي، تمثل تهديداً مباشراً لاستقرار حياتهم وسبل عيشهم.

ويختتم أحد المشتركين حديثه لـ"سوريا 24" قائلاً: "نحن لا نطلب الكثير، فقط أن نستعيد حقنا في الاتصال كبقية الناس. كل يوم بلا شبكة يزيد من غربتنا داخل بلدنا، ويجعلنا نشعر أننا منسيون خارج كل حسابات"، معبراً عن حجم الألم الذي يعيشه الأهالي جراء استمرار الانقطاع.

مشاركة المقال: