الخميس, 11 سبتمبر 2025 11:52 AM

أمل جديد لمرضى السرطان: افتتاح أول مركز علاج مجاني للأورام في درعا

أمل جديد لمرضى السرطان: افتتاح أول مركز علاج مجاني للأورام في درعا

بعد سنوات من المعاناة، شهدت محافظة درعا في جنوب سوريا بارقة أمل مع افتتاح أول مركز صحي متخصص في علاج الأورام السرطانية. قامت مديرية الصحة في درعا بافتتاح هذا المركز الذي طال انتظاره، والذي يهدف إلى تقديم الرعاية الصحية اللازمة لمرضى السرطان في المنطقة.

أكد الدكتور زياد المحاميد، مدير صحة درعا، في حديث خاص لـ”سوريا 24″، أنه تم ترخيص هذا المركز الصحي المجاني المتخصص بعلاج الأورام بتمويل من الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز). وأشار إلى أن المركز سيوفر خدمات علاجية مجانية لستة أنواع من الأورام، وهي: القولون، المعدة، الثدي، الرئة، المثانة، والرحم. وشدد المحاميد على أن هذه الخطوة تمثل إضافة مهمة للمنظومة الصحية في درعا، حيث ستخفف من معاناة المرضى المادية والنفسية، وستنقذ حياة الكثيرين ممن لم يتمكنوا من تأمين تكاليف العلاج.

معاناة مضاعفة في رحلة العلاج

سناء، سيدة من درعا مصابة بمرض السرطان منذ سنوات، أعربت عن سعادتها بخبر افتتاح المركز الذي سيوفر لها العلاج في مدينتها دون الحاجة إلى السفر إلى دمشق. وقالت: “إن افتتاح مركز لعلاج مرضى السرطان في درعا ضرورة، ويساعد عشرات المرضى في المنطقة الجنوبية التي كانت تفتقر لمراكز العلاج”.

حتى وقت قريب، كان مرضى السرطان في درعا يضطرون إلى قطع مسافة تزيد على 100 كيلومتر للوصول إلى دمشق للحصول على الجرعات الكيميائية أو الأدوية، في رحلة شاقة تتكرر شهريًا على الأقل. وغالبًا ما كان المرضى يواجهون نقصًا في الأدوية في المراكز الحكومية، مما يزيد من معاناتهم.

بالإضافة إلى مشقة السفر، تفرض الظروف الاقتصادية الصعبة في سوريا تكاليف باهظة على المرضى، بما في ذلك أجور النقل والإقامة وشراء الأدوية. ومع ارتفاع معدلات الفقر وانعدام فرص العمل، يجد العديد من المرضى أنفسهم غير قادرين على متابعة العلاج.

يمنح افتتاح المركز الجديد بصيص أمل لآلاف المرضى وعائلاتهم، حيث سيوفر العلاج الكيميائي والاستشارات الطبية الحديثة داخل المحافظة لجميع الفئات العمرية، وفقًا لأحدث المعايير العلمية. ويرى القائمون على المركز أن هذه الخطوة لن تخفف الأعباء المادية فحسب، بل ستساهم أيضًا في تحسين الحالة النفسية للمرضى من خلال توفير العلاج بالقرب من بيئتهم وأسرهم.

على الرغم من أن هذا المركز هو الأول من نوعه في درعا، إلا أنه يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة في الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السرطان في الجنوب السوري. لا تزال هناك حاجة ماسة لتأمين المزيد من الأدوية وتوسيع نطاق العلاج ليشمل أنواعًا أخرى من الأورام، بالإضافة إلى دعم الكوادر الطبية والتجهيزات.

يؤكد الأهالي أن استمرار المركز وتطويره يعتمد بشكل كبير على استمرار التمويل وضمان وصول المساعدات الطبية، في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعاني منها سوريا. وبين انتظار العلاج في دمشق وتوفره الآن داخل المحافظة، يقف مرضى درعا أمام مرحلة جديدة قد تخفف من معاناتهم وتعيد إليهم الأمل في مستقبل صحي أفضل.

مشاركة المقال: