الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 02:03 AM

ردود فعل غاضبة على قصف إسرائيل لقادة حماس في قطر: هل تتعقد فرص التهدئة؟

ردود فعل غاضبة على قصف إسرائيل لقادة حماس في قطر: هل تتعقد فرص التهدئة؟

دمشق – نورث برس

أدانت وزارة الخارجية السورية، يوم الثلاثاء، القصف الإسرائيلي الذي استهدف قيادات في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في دولة قطر، مطالبةً المجتمع الدولي بـ "اتخاذ موقف صارم ضد إسرائيل"، ومعربة عن تضامنها مع قطر.

الغارة الجوية الإسرائيلية استهدفت قادة من حماس، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن انفجارات الدوحة كانت عملية إسرائيلية ضد قادة حماس في قطر، نفذها الجيش والشاباك عبر سلاح الجو بدقة.

من جهته، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "الاعتداء الإسرائيلي الغاشم" على قطر، معتبراً إياه "خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وتصعيداً يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين". ووصف عباس القصف بأنه «اعتداء جبان» امتدت آثاره إلى قطر.

واعتبر الأردن الهجوم الإسرائيلي "عدواناً جباناً يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي"، وجددت وزارة الخارجية الأردنية التأكيد على "وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع دولة قطر" ودعمها لأي إجراءات تتخذها لحماية سيادتها.

بدورها، أدانت السعودية "الاعتداء الإسرائيلي الغاشم والانتهاك السافر لسيادة دولة قطر"، مؤكدة تضامنها الكامل مع الدوحة وتقديم كل الدعم لها، ومحذرة من "العواقب الوخيمة" لاستمرار إسرائيل في انتهاك القوانين الدولية.

وقالت الخارجية الإماراتية إن الهجوم "اعتداء سافر" على سيادة قطر وخرق للقانون الدولي، مشددة على "التضامن التام" مع الدوحة ودعم وقف التصعيد "قبل أن تصل التوترات إلى ما هو أخطر".

وأعربت الكويت عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للعدوان، معتبرةً إياه انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهديداً لأمن واستقرار المنطقة، وجددت دعمها التام لإجراءات قطر للحفاظ على سيادتها وأمن مواطنيها.

وفي ردود فعل إقليمية أخرى، أدان العراق الاعتداء واعتبره "خرقاً فاضحاً لسيادة وحقوق دولة قطر" محذراً من أنه "يعرض السلم والأمن الإقليمي والدولي لمزيد من التوتر".

ولفتت الجزائر إلى أن الهجوم يبرهن أن "الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يميل إلى السلام وليس لديه أي حدود لتهوره"، مؤكدةً "وقوفها الكامل إلى جانب دولة قطر الشقيقة في هذه الظروف الاستثنائية".

كما أعربت سلطنة عمان عن تضامنها مع قطر واستنكرت الهجوم، واعتبرت "جرائم الاغتيالات السياسية" انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسلوكاً متهوراً يشكل "تصعيداً خطيراً".

وأدانت خارجية تركيا الهجوم ووصفته بأنه عمل "دنيء لا يستهدف فقط قيادات حماس بل يعكس تعنت إسرائيل في تعطيل مسار السلام".

على الصعيد الدولي، أصدرت السفارة الأميركية في الدوحة تحذيراً عاجلاً لمواطنيها بالبقاء في المنازل وعدم التحرك إلا للضرورة القصوى.

وقال مسؤول أميركي لقناة إسرائيلية: "أبلغتنا إسرائيل بالأمر بعد إطلاق الصواريخ ولم تكن لدينا قدرة على التأثير" في إشارة إلى اطلاع واشنطن المتأخر على العملية.

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القصف، واصفاً إياه بأنه "انتهاك فاضح لسيادة ووحدة أراضي قطر". وشدد على أن جميع الأطراف مطالبة بالعمل من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بدلاً من تقويضه.

أما إسرائيل، فأكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية في الدوحة كانت "إسرائيلية مستقلة بالكامل"، قائلاً: "إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها".

وأوضح نتنياهو ووزير الأمن بني غانتس في بيان مشترك، أنهما "قررا تنفيذ التعليمات التي أصدرها نتنياهو أمس لأجهزة الأمن بالاستعداد لإحباط خطط قادة حماس"، مؤكّدين أن هذه الخطوات جاءت "في ضوء فرصة عملياتية" توفرها الظروف الميدانية.

يأتي هذا التصعيد تزامناً مع مساعٍ دولية لوقف الحرب. فقد قالت مصادر فلسطينية إن الغارة استهدفت وفداً تفاوضياً من حماس كان في الدوحة لمناقشة خطة هدنة مدعومة أميركياً، ما أثار تكهنات بأنها تهدف إلى إفشال جهود الوساطة.

وتأتي العملية بعد اعتراف حماس بأنها قبلت اقتراحًا أميركيًا جديدًا لوقف إطلاق النار، وهو ما وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه "شرط نهائي" قبل مزيد من العمليات العسكرية.

وكان رئيس وزراء قطر قد التقى مفاوض الحركة خالد الحية قبل ساعات من الغارة لمناقشة مقترح هدنة أميركي، ونقلت تقارير عن قيادات حماس تشكيكها بأن عرض وقف إطلاق النار كان "فخًا" لاصطياد قادتها.

ويعد القصف الإسرائيلي أول ضربة إسرائيلية معروفة داخل أراضي دولة خليجية منذ بدء الحرب. واعتبر مراقبون أنها رسالة قوية من تل أبيب بأنها مستعدة لتوسيع مسرح عملياتها إلى ما هو أبعد من المناطق التقليدية للنزاع، مستندةً في مبرراتها إلى هجمات 7 أكتوبر 2023.

ويخشى خبراء أن يؤدي هذا التطور إلى زعزعة دور قطر كوسيط رئيسي بين إسرائيل وحماس، ما يرفع من خطورة التصعيد ويعقّد فرص التوصل إلى تهدئة.

تحرير: تيسير محمد

مشاركة المقال: