استقبل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في دمشق اليوم الثلاثاء، وفدًا روسيًا رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك. وخلال اللقاء، الذي عقد في 9 أيلول، أكد الشيباني على عمق العلاقات بين سوريا وروسيا، مشيرًا إلى أنها شهدت محطات صداقة وتعاون متعددة، مع السعي لتحقيق توازن أكبر في هذه العلاقة.
حضر الاجتماع من الجانب السوري الأمين العام لرئاسة الجمهورية ماهر الشرع، ورئيس جهاز الاستخبارات السوري حسين السلامة، ورئيس الأركان السوري علي النعسان، بالإضافة إلى وزراء الاقتصاد والصناعة والصحة والمالية، وممثلين عن مختلف الوزارات السورية. أما الجانب الروسي، فقد ضم وزير البناء والإسكان الروسي، إيريك فايزولين، وممثلين عن 14 وزارة روسية، بما في ذلك وزارتي الدفاع والخارجية.
تناول الشيباني خلال الاجتماع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، معتبرًا أنها تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة. وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد ذكرت في وقت سابق أن الوفد الروسي سيلتقي عددًا من المسؤولين السوريين لإجراء مباحثات حول قضايا الاقتصاد والأمن والدفاع والسياسة.
أضاف الشيباني أن النظام الحالي ورث ملفات معقدة من النظام السابق، وعلى رأسها ملف الأسلحة الكيماوية الذي أضر بسمعة سوريا على المستوى الدولي، مؤكدًا أن سوريا تجاوزت مرحلة الإنكار وتتعاون بشكل كامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
وفي إشارة إلى الوجود الروسي في سوريا، أكد الشيباني على أن أي وجود أجنبي يجب أن يهدف إلى مساعدة الشعب السوري على بناء مستقبله، في إشارة إلى القواعد الروسية الموجودة في الساحل السوري، مثل قاعدة "حميميم" الجوية في اللاذقية، والقاعدة البحرية في طرطوس، وقاعدة الحسكة الجوية.
كما رحب وزير الخارجية السوري بالتعاون مع روسيا في مجالات إعادة الإعمار والطاقة والزراعة والصحة، على أساس من العدل والشفافية. وأشار إلى أن استقرار سوريا يفتح آفاقًا واسعة للتعاون، بينما يؤدي ضعفها إلى الفوضى والإرهاب، مؤكدًا أن الدعم الروسي الصريح لسوريا يخدم مصلحة البلاد والمنطقة بأسرها.
استعداد للوساطة مع إسرائيل
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، أن تطوير العلاقات مع سوريا يتم تحت إشراف مباشر من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، معتبرًا سوريا دولة واعدة في الشرق الأوسط، وأهمية تعزيز التعاون الثنائي. وأعرب عن أمله في أن تشهد العلاقات بين البلدين نموًا مستمرًا لما فيه خير الشعبين، مشددًا على أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس أحمد الشرع إلى موسكو للمشاركة في القمة العربية الروسية، ومؤكدًا على دعم روسيا لسيادة ووحدة الأراضي السورية.
كما عرض نوفاك الاستفادة من علاقات روسيا مع إسرائيل في تسهيل المفاوضات، معربًا عن قلقه إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تعيق عملية السلام.
يذكر أن الشيباني قد زار موسكو في 31 تموز الماضي، والتقى بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في لقاء وصفته وزارة الخارجية السورية بـ "التاريخي". وأعلن الجانبان خلال مؤتمر صحفي عن إعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية السابقة، وأكد لافروف حرص بلاده على الحفاظ على وحدة سوريا واحترام سيادتها واستقلالها، ومعارضة أي محاولات لزعزعة استقرارها.