الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 09:11 PM

الشيباني: العلاقات السورية الروسية تدخل حقبة جديدة من التعاون الاستراتيجي

الشيباني: العلاقات السورية الروسية تدخل حقبة جديدة من التعاون الاستراتيجي

أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن سوريا ورثت تركة من "الملفات الثقيلة والمعقدة من النظام السابق، وعلى رأسها ملف الأسلحة الكيميائية الذي لطخ صورة البلاد دولياً"، مشيراً إلى أن العلاقات مع روسيا تتجه نحو مرحلة جديدة.

وفي مؤتمر صحفي عقده في دمشق مع نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، صرح الشيباني بأن العلاقات السورية الروسية "عميقة وشهدت محطات صداقة وتعاون، إلا أن التوازن لم يكن حاضراً في كل المراحل".

وأضاف أن أي تواجد أجنبي على الأراضي السورية "يجب أن يهدف إلى مساعدة الشعب السوري في بناء مستقبله، وليس فرض أجندات أو وصايات". وأشار إلى ترحيب الحكومة السورية بالتعاون مع موسكو في مجالات إعادة الإعمار والطاقة والزراعة والصحة، على أن يكون ذلك "على أساس عادل وشفاف".

وشدد على أن استقرار سوريا سيمثل بوابة لفرص تعاون مفتوحة للجميع، بينما ضعفها سيؤدي إلى "زيادة فرص الفوضى والإرهاب". وأكد أن الدعم الروسي لمسار سوريا الجديد سيكون "خطوة إيجابية لبلدنا والمنطقة بأسرها"، موضحاً أن سوريا "تبحث عن شركاء صادقين"، وأن الرسالة الواضحة من المباحثات هي أن سوريا وروسيا "قادرتان على بناء علاقات تقوم على السيادة والعدالة والمصلحة المشتركة".

من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، أن العلاقات بين موسكو ودمشق "تدخل مرحلة تاريخية جديدة"، مشيراً إلى أن الاجتماع الذي عقد يهدف إلى مناقشة اتجاهات مهمة في التعاون الثنائي، بما في ذلك الملفات الاقتصادية والدفاعية.

وأوضح نوفاك أن المرحلة المقبلة ستشهد "تعزيز علاقات قائمة على الاحترام المتبادل بين الشعبين السوري والروسي"، معرباً عن أمله في استمرار نمو هذه العلاقات بما يخدم مصالح البلدين. كما أشار إلى أن موسكو تولي "اهتماماً خاصاً" لزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع المرتقبة إلى روسيا للمشاركة في القمة العربية – الروسية، مؤكداً دعم بلاده لـ"سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

وكان وفد روسي رفيع المستوى قد وصل إلى دمشق لإجراء مباحثات مع المسؤولين السوريين في عدة ملفات، من بينها الاقتصاد والدفاع والأمن. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الوفد الروسي، برئاسة نوفاك، يضم وزير البناء والإسكان والخدمات العامة إيرك فايزولين، ونائب وزير الدفاع يونس بيك يفكوروف، ونائب وزير الخارجية سيرجي فيرشينين.

وتعد هذه الزيارة الثانية لمسؤول روسي رفيع إلى دمشق منذ سقوط النظام السابق، إذ سبقتها زيارة الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، في 29 كانون الثاني/يناير الماضي، حيث التقى آنذاك بالرئيس السوري أحمد الشرع.

وتعكس هذه الزيارات الروسية المتلاحقة إلى دمشق رغبة موسكو في تثبيت حضورها السياسي والاقتصادي في سوريا خلال المرحلة الجديدة، خاصة في ظل انفتاح الحكومة السورية الجديدة على بناء شراكات استراتيجية قائمة على الشفافية والمصلحة المشتركة.

مشاركة المقال: