الإثنين, 8 سبتمبر 2025 08:53 PM

من بكين إلى العالم: رسائل القوة والسلام في النظام العالمي الجديد

من بكين إلى العالم: رسائل القوة والسلام في النظام العالمي الجديد

مالك صقور يستعرض مقولة روديارد كيبلنغ الشهيرة "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا"، مشيراً إلى أن التطورات السياسية والاقتصادية وظهور الأمم المتحدة قد دحضت هذه المقولة ظاهرياً. فالاستعمار، وإن انحسر شكله، إلا أنه بدل جلده وأصبح أشد خطورة.

ويؤكد الكاتب أنه منذ زمن طويل اعتزل السياسة بسبب المناخ غير الصالح للعمل السياسي، مفضلاً الأدب كملجأ. لكنه يستشهد بمقولة الأديب رئيف خوري: "لا يوجد أدب بلا سياسة ولكن هناك سياسات بلا أدب". كما يستند إلى كتاب "الثقافة والإمبريالية" للبرفسور إدوارد سعيد الذي يؤكد مقولة كيبلنغ، موضحاً أن اللقاء بين الشرق والغرب، وإن تم في الظاهر، إلا أن الجوهر يكشف عن اختلاف واضح.

ويستدل على ذلك بكتاب "نهاية التاريخ" لفوكوياما وكتاب "صراع الحضارات" لصموئيل هنتغتون. ثم ينتقل إلى مناسبة الحديث، وهي رسالة وصلته عبر الواتس آب من زميلة صحفية روسية كانت في سورية عام 2012 لتغطية الأحداث.

تضمنت الرسالة وصفاً للاحتفال الكبير بيوم النصر في الذكرى الثمانين في بكين، حيث جرى عرض للقوات العسكرية الصينية، بما في ذلك القوة العسكرية النووية والصواريخ عابرة القارات. كما أشارت إلى خطاب الرئيس الصيني القوي الذي أكد فيه على السلام، ولكنه حذر من تكرار مآسي الماضي، ونوه عن قوى الظلام والنور، والخير والشر، والتقدم والرجعية، والتزامه بالاشتراكية على الطريقة الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.

واعتبرت الصحفية الروسية أن خطاب الرئيس الصيني هو رسالة قوية للغرب، تحمل النصائح والتحذير والإنذار. كما لفتت إلى مشهد الزعماء الثلاثة: الرئيس الصيني، والرئيس الروسي، والزعيم الكوري الشمالي، وهم يتصدرون مسيرة الضيوف، معتبرة ذلك رسالة أخرى.

وختمت الصحفية بأن الحرب الباردة قد بدأت، وأن القوة التي هدد بها الرئيس الصيني كفيلة بالردع، وأن العالم يشهد ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وأن بندول التاريخ قد تحول من الغرب إلى الشرق بقيادة الصين.

يجيب الكاتب باختصار: "إن العالم أكبر بكثير من أن تحكمه وتتحكم بمصيره دولة واحدة".

مشاركة المقال: