تترقب "الإدارة الذاتية"، الذراع الحوكمية لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، تحديد مواعيد رسمية لاستئناف اللقاءات المباشرة مع ممثلي الحكومة السورية. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية"، إلهام أحمد، مع الوفد التفاوضي في مناطق شمال شرقي سوريا، لبحث آخر المستجدات المتعلقة بلقاءاتهم الأخيرة في دمشق.
أفاد الموقع الرسمي لـ"الإدارة الذاتية" اليوم، الخميس 4 من أيلول، أن المجتمعين أكدوا التزام الوفد باستئناف مسار التفاوض مع الحكومة في دمشق، والتحضير من خلال تشكيل لجان تقنية لبدء مناقشات حول سبل دمج المؤسسات الإدارية والعسكرية. واعتبرت اللجنة أن اتفاق 10 من آذار يشكل قاعدة أساسية لمواصلة العمل المشترك بما يخدم استقرار سوريا. يذكر أن اتفاق 10 من آذار الماضي، تم بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد "قسد"، مظلوم عبدي، ونص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لـ"قسد" مع مؤسسات الدولة.
توترات عسكرية وسياسية
في المقابل، تشهد العلاقة بين الحكومة السورية و"قسد" توترات متزايدة على المستويين السياسي والعسكري. عسكريًا، ذكرت قناة "الإخبارية" الرسمية، الأربعاء 3 من أيلول، أن الجيش السوري تصدى لمحاولة تسلل لعناصر من "قسد" عبر نهر الفرات في منطقة المغلة بريف الرقة الشرقي، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. يأتي هذا بعد إعلان قوى الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق، في 2 من أيلول الحالي، عن تنفيذ كمين أسفر عن ضبط شحنة أسلحة وذخائر كانت متجهة إلى مناطق "قسد".
وكان الجيش السوري قد أعلن عن تصديه لمجموعة من عناصر "قسد" حاولت التسلل إلى نقاط للجيش في قرية تل ماعز، في 1 من أيلول. وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إن عناصر تابعين لـ"قسد"، يتمركزون في قرية أم تينة ومدينة دير حافر بريف حلب، استهدفوا نقاط الجيش في تل ماعز في محاولة لسحب عناصرهم الذين وقعوا في الكمين. وأوضح المصدر أن الاشتباك الأولي كان بالأسلحة الخفيفة، ومع استمرار القصف من جهة "قسد"، تم الرد على مصادر النيران بالسلاح الثقيل، واستقدام مجموعات مؤازرة لنقاط الجيش في تل ماعز. من جهتها، نفت "قسد" وقوع اشتباكات بين قواتها وعناصر من الجيش السوري في قرية تل ماعز بريف حلب.
“الإخبارية”: الجيش يصد محاولة تسلل لـ”قسد” بريف الرقة
على الصعيد السياسي، صرح عضو هيئة الرئاسة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) صالح مسلم، وهو أحد مؤسسي "الإدارة الذاتية"، بأن العلويين والدروز وكل الأقليات الأخرى يؤمنون بما يدعو له الأكراد: "سوريا لامركزية ذات حكم ذاتي محلي أفضل طريق لنا للعيش معًا بسلام في بلد واحد". وفي مقابلة مع موقع حزب "Green Left" الكردي في تركيا، أجريت في 28 من آب الماضي ونشرت مطلع أيلول الحالي، قال مسلم، إن هناك هجمات صغيرة ولكنها متزايدة العدوانية على مواقع لـ"قسد" شرقي حلب ودير الزور، من قبل ما وصفها بـ"الميليشيات المتحالفة مع الحكومة السورية المؤقتة" وبقايا تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأنهم يحاولون خرق اتفاق 10 آذار، مؤكدًا على ضرورة الدفاع عن مناطقهم.
صالح مسلم: كل الأقليات في سوريا تدعم اللامركزية