الجمعة, 5 سبتمبر 2025 12:50 AM

حماة: حملة واسعة لإزالة آثار الحرب وإحياء بلدة كفرنبودة المدمرة

حماة: حملة واسعة لإزالة آثار الحرب وإحياء بلدة كفرنبودة المدمرة

باشرت بلدية مجلس مدينة حماة حملة خدمية مكثفة لإزالة الركام ومخلفات الحرب من بلدة كفرنبودة الواقعة في الريف الشمالي لحماة. تُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ سنوات الدمار التي شهدتها البلدة، وتمثل محاولة جادة لإعادة الحياة إلى إحدى أكثر المدن تضرراً في الساحل السوري.

تدمير واسع للبنية التحتية

أفاد مراسل منصة سوريا 24 في حماة بأن بلدة كفرنبودة تعرضت، على مدار سنوات الثورة السورية، لاستهداف ممنهج من قبل قوات النظام السابق وحلفائه، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية والمنشآت السكنية والخدمية. وتشير التقديرات إلى أن نسبة الدمار في البلدة تصل إلى حوالي 90%، حيث أصبحت شوارعها مغلقة بالكامل تقريباً تحت أطنان من الأنقاض والجدران المنهارة.

وفي هذا السياق، بدأت آليات تابعة لمجلس مدينة حماة، مدعومة بفرق فنية وعمال بلديين، حملة تنظيف شاملة تركز على إزالة الركام من الشوارع الرئيسية والفرعية، بهدف فتح الطرق التي كانت مقطوعة لأعوام، وتمكين السكان من التنقل بسهولة، وتهيئة الظروف لعودة الحياة اليومية.

جزء من خطة أوسع تشمل مناطق عدة

أوضح محمد بكور، المسؤول في المكتب الإعلامي لمجلس مدينة حماة، في حديث لمنصة سوريا 24، أن الحملة تُعد جزءاً من خطة أوسع تشمل عدة مناطق في ريف حماة الشمالي المتضرر. وأضاف أن "العمل يتركز حالياً في كفرنبودة، حيث تعمل الآليات على رفع الكتل الإسمنتية والحديدية والأنقاض المتراكمة منذ سنوات، بهدف فتح الطرقات وتسهيل الحركة".

وأشار بكور إلى أن "الهدف الأساسي من الحملة ليس فقط تنظيف الشوارع، بل تهيئة البنية التحتية الأولية لعودة الأهالي، واستعادة بعض الخدمات الأساسية"، مبيناً أن "الركام يتم تجميعه في مواقع محددة خارج البلدة، تمهيداً لاستغلاله مستقبلاً في أعمال الردم أو إعادة التدوير، كجزء من مبادرة اقتصادية وبيئية".

التحديات: نقص الآليات وقلة الدعم المالي

على الرغم من الترحيب الشعبي بهذه الخطوة، لا تزال التحديات كبيرة أمام إعادة إعمار البلدة، إذ تعاني الحملة من محدودية كبيرة في الموارد والآليات والدعم المالي، مما يعقد من وتيرة العمل. ومع ذلك، يرى كثير من أهالي كفرنبودة في هذه الجهود بصيص أمل بعد سنوات من النزوح والمعاناة، وفق مراسلنا في حماة.

وحسب مراسلنا، فإن نحو 3000 عائلة بدأت بالعودة التدريجية إلى البلدة، قادمة من مخيمات النازحين في مناطق الشمال السوري، مثل إدلب وحلب. ويعيش العائدون ظروفاً صعبة، مع غياب شبه تام للخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي، وسط مباني منهارة وشوارع غير صالحة للعبور.

مركز حيوي للقرى المجاورة

يُذكر أن كفرنبودة كانت، قبل اندلاع الثورة، واحدة من أبرز القرى الزراعية في ريف حماة، تشتهر بإنتاج الحبوب والقطن، وتشكل مركزاً حيوياً للقرى المجاورة، لكن قصف النظام السابق حوّلها إلى أنقاض، وشرّد غالبية سكانها، الذين عاشوا سنوات في ظروف إنسانية قاسية.

وتمثل حملة إزالة الركام اليوم خطوة رمزية وعملية في آن معاً، إذ لا تُعدّ مجرد عملية تنظيف، بل رسالة تضامن مع الأهالي، وتأكيد على أن كفرنبودة لم تُنسَ، وأن محاولات إعادة الإعمار، وإن كانت بطيئة، قد بدأت. ويأمل السكان في أن تتبع هذه الحملة خطوات أخرى أكثر جوهرية، تشمل إعادة تأهيل شبكة الكهرباء، وإصلاح شبكة المياه، وترميم المدارس والمشافي، ودعم المشاريع الصغيرة لتمكين الأهالي من العودة إلى مصادر رزقهم.

مشاركة المقال: