أفاد عماد نعمة، معاون مدير مؤسسة المياه في دمشق، بأن منسوب مياه نبع الفيجة قد انخفض مؤخرًا إلى ما دون فوهة النفق بحوالي 12.5 مترًا. وأضاف أن مناسيب الآبار الجوفية تراجعت أيضًا بمعدل يقارب 25 مترًا عن المنسوب الستاتيكي، مما أثر سلبًا على ساعات تزويد المياه في معظم مناطق دمشق وريفها.
وأوضح نعمة أن المؤسسة تعمل على معالجة هذه المشكلة من خلال تفعيل مصادر مائية جديدة وزيادة ساعات الإنتاج لتعويض النقص الحاصل في الاحتياجات الفعلية. وأشار إلى أن الخطط البديلة تشمل إعادة تشغيل آبار وادي الكنائس، زرزر، وجديدة يابوس، الأمر الذي سيساهم في زيادة الإنتاج بحوالي 10 آلاف متر مكعب يوميًا، وبالتالي المساعدة في تأمين الاحتياج المائي للعاصمة وريفها.
وعزا نعمة قلة ساعات الوصل إلى "نقص الكميات المنتجة بالتوازي مع زيادة الطلب على المياه"، مؤكدًا أن مسؤولية المؤسسة تقتصر على ضمان سلامة المصادر المائية والمناهل التي تتزود منها الصهاريج، في حين أن تسعيرة البيع تقع ضمن اختصاص المحافظة.
وأكد معاون المدير أن الأيام المقبلة لن تشهد انقطاعات تامة للمياه، مشيرًا إلى أن الحوض الجوفي لا يزال كافيًا، ولكن هناك حاجة لتأمين الطاقة التشغيلية والتجهيزات الكهربائية والميكانيكية، بالإضافة إلى الصيانة الطارئة للمضخات. وأضاف أن المؤسسة تعمل على ذلك بالتعاون مع الجهات المانحة.
وكشف أيضًا أن بعض الآبار في اليرموك ومنطقة التقدم قد تضررت بشكل كبير خلال الحرب، ويجري حاليًا التنسيق مع منظمة اليونيسف لإعادة تأهيلها، بالإضافة إلى آبار شارع الثلاثين المتوقفة نتيجة سرقة تجهيزاتها الكهربائية.
وكان خالد حسن، مدير محطة نبع عين الفيجة، قد صرح سابقًا لوكالة شينخوا الصينية بأن النبع شهد تراجعًا حادًا نتيجة شتاء جاف استثنائي، حيث لم تتلق المنطقة سوى 25% من متوسط الهطول السنوي، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من ستة عقود. وأوضح أن تدفق النبع مرتبط بشكل مباشر بالأمطار وذوبان الثلوج، مضيفًا: "هذا العام كان صعبًا للغاية، ولم نشهد حتى الفيضانات الموسمية المعتادة من فبراير."
وتجبر أزمة المياه في العاصمة وريفها المواطنين على الاعتماد بشكل متزايد على مصادر بديلة، حيث تصل المياه إلى معظم أحياء دمشق وريفها كل 48 ساعة وبضغط منخفض في عدد من المناطق، مما يدفع السكان إلى شراء المياه عبر الصهاريج، حيث يبلغ سعر الواحد منها حوالي 100 ألف ليرة سورية لكل 10 أمتار مكعبة.