الأربعاء, 3 سبتمبر 2025 02:38 AM

إعادة إحياء طريق الجردي: مشروع استراتيجي يربط القلمون بريف دمشق ولبنان يثير الآمال

إعادة إحياء طريق الجردي: مشروع استراتيجي يربط القلمون بريف دمشق ولبنان يثير الآمال

بعد توقف دام ثلاثة عقود، يعود الحديث مجدداً في منطقة القلمون بريف دمشق عن مشروع طموح: فتح طريق جردي استراتيجي يمتد من رنكوس إلى بلودان، مروراً بجرد صيدنايا، وصولاً إلى الحدود اللبنانية. يرى الأهالي في هذا المشروع خطوة حاسمة لإحياء المنطقة اقتصادياً واجتماعياً بعد سنوات من التهميش.

عقبات قديمة وتحديات مستمرة

أوضح أكرم، رئيس بلدية بلودان، في حديث خاص لـ سوريا 24، أن المشروع طُرح للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاماً، لكنه واجه معوقات طبيعية، أبرزها تراكم الثلوج في المرتفعات التي تصل إلى نحو 2000 متر فوق سطح البحر. وأضاف: "في ذلك الوقت، لم تتمكن الدراسات من الاستمرار بسبب الظروف المناخية وصعوبة الوصول إلى القمم خلال فصل الشتاء. اليوم، تتطلب أي دراسة جديدة رفعاً طبوغرافياً شاملاً للمناسيب والمسارات، وهو أمر يحتاج إلى إمكانيات مالية ضخمة، بالإضافة إلى المرور بأراضٍ خاصة وأخرى تابعة للدولة، فضلاً عن الحاجة إلى موافقات أمنية لمرور الطريق قرب بعض المعسكرات".

أكد رئيس البلدية أن تكلفة المشروع ستكون كبيرة نظراً لحاجته إلى أعمال إنشائية وصناعية معقدة، لكنه اعتبر أن تنفيذه سيمنح بلودان ومحيطها منفذاً جديداً نحو المناطق المجاورة، مما يعزز الحركة التجارية والسياحية.

مشروع استراتيجي معلق منذ التسعينيات

من جهته، ذكر سمير خزعل، وهو طبوغرافي من أهالي صيدنايا، أن العمل على المشروع بدأ في التسعينيات عبر شركة هولندية، لكنه توقف لأسباب غير معروفة. وأضاف في تصريحه لـ سوريا 24: "بحسب ما أذكر، كان الطريق يبدأ من البنك في برودا مروراً بطريق الجرد وأعلى معلولا والقرى المجاورة حتى سهل رنكوس وجرد صيدنايا، وصولاً إلى أعالي جبال وادي بردى ومضايا وبلودان حتى لبنان. هذا الطريق، لو اكتمل، سيختصر المسافة نحو الحدود اللبنانية بأكثر من 60%، كما سيغلق الطرق غير الشرعية المنتشرة حالياً".

الحاجة إلى خبرات هندسية متخصصة

شدد خزعل، الذي عمل سابقاً في شركة الدراسات الفنية بدمشق، على أن طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة تتطلب كادراً هندسياً متخصصاً في شق الطرق والجسور. وأوضح: "عند مفرق رنكوس وقرية حلي باتجاه رنكوس، مرّ سابقاً خط كهرباء توتر عالٍ 400 كيلو فولط، مما يعني أن المنطقة حساسة وتحتاج إلى دراسات دقيقة. الاتجاه نحو جبل الشيروبيم في صيدنايا مثلاً مليء بالوديان والجبال، وهذا يفرض أعمالاً هندسية معقدة".

آمال معلقة على إحياء القلمون

يتطلع الأهالي إلى أن يؤدي إحياء هذا المشروع إلى تحويل القلمون إلى نقطة وصل حيوية بين ريف دمشق ولبنان، مما يفتح المجال أمام حركة تجارية شرعية ويعيد الحياة إلى بلدات كانت تعتمد تاريخياً على السياحة والتبادل التجاري. وبينما يصفه البعض بالمشروع الحلم، تبقى العقبات المالية والإدارية والتقنية التحدي الأكبر أمام تحقيقه على أرض الواقع.

مشاركة المقال: