أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا ودمشق لن تسمحا بأي محاولات لإثارة الفوضى في الأراضي السورية، مشيراً إلى أن القوى التي تستثمر في الفوضى "ستخسر هذه المرة"، وأن الشعب السوري سينتصر بكل مكوناته من عرب وكرد وتركمان وعلويين وسنة ومسيحيين.
وفي تصريحات للصحفيين خلال عودته من زيارة إلى الصين، حيث شارك في قمة "منظمة شنغهاي للتعاون"، أوضح أردوغان أن "تركيا تريد لسوريا أن تنعم بالسلام والرخاء الدائمين، مع الحفاظ على وحدتها وتماسكها"، لافتاً إلى أن الأحداث الأخيرة أظهرت أن أي اضطراب في سوريا يؤثر بشكل مباشر على تركيا.
وشدد الرئيس التركي على أن "أنقرة لن تتخلى عن سوريا"، مضيفاً أن من يحاول تقويض مسار إعادة بنائها "سيدفع الثمن". وتحدث أردوغان عن العلاقة بين شعوب المنطقة، بمن فيهم الأكراد، قائلاً: "الأكراد هم إخوتنا وأخواتنا أينما وجدوا، ولا يمكن لأحد أن يفرق بيننا. لا يمكن لأحد أن ينصب كمينًا لأخوتنا الأبدية. وكما لا يمكن فصل اللحم عن العظم، لا يمكن فصل أخوتنا".
وأضاف: "بالحكمة والبصيرة يمكن حل كل مشكلة، ولكن في غياب النوايا الحسنة تتحول أبسط القضايا إلى عقد معقدة"، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعم استقرار سوريا والعمل من أجل ترسيخ السلام. وكان الرئيس التركي قد ذكر في كلمته خلال الجلسة الموسعة لقمة مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين الصينية، أن "الأبواب فُتحت أمام مرحلة جديدة في سوريا، تتيح فرصًا تاريخية لإرساء السلام والاستقرار الإقليمي الدائم".
وجدد أردوغان دعم تركيا لنهوض سوريا مع الحفاظ على وحدة أراضيها ووحدتها السياسية، بما "يصُب في مصلحة المنطقة بأسرها"، مؤكداً أن أنقرة ستواصل الوقوف في وجه أي محاولة تهدد أمن وسلامة الأراضي السورية.
تعاون تركي – سوري
شهدت العلاقات بين سوريا وتركيا تطوراً ملحوظاً بعد سقوط النظام السابق في دمشق، واتخذت العلاقات الثنائية منحى جديداً يقوم على التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي.
وفي أنقرة، تم توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين وزارتي الدفاع في البلدين، في 13 من آب الماضي، تشمل برامج تدريبية مشتركة ومساعدات فنية، بالإضافة إلى دورات متخصصة في مكافحة الإرهاب والدفاع السيبراني والهندسة العسكرية. ووصفت وزارة الدفاع السورية الاتفاقية بأنها خطوة لتطوير الجيش السوري وفق معايير دولية، بما يحد من الفوضى التي تسببت بها الفصائل المسلحة خلال السنوات الماضية.
اقتصادياً، أكد وزير التجارة التركي، عمر بولات، خلال زيارته دمشق في 16 من نيسان الماضي، أن أنقرة تتطلع إلى إقامة تكامل اقتصادي مع سوريا على غرار النماذج الإقليمية الكبرى، مشيراً إلى أن العلاقات التاريخية بين البلدين ستشكل أساساً لبناء شراكات استثمارية وتجارية واسعة. وأوضح أن رجال الأعمال السوريين الذين عاشوا في تركيا خلال الحرب اكتسبوا خبرات يمكن توظيفها في إعادة إعمار سوريا.
وامتد التعاون إلى قطاع الطاقة، حيث أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، بدء تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، في 2 من آب الماضي، في إطار المرحلة الثانية من الدعم القطري لقطاع الطاقة في سوريا.