الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 05:09 PM

العفو الدولية: توثيق إعدام 46 شخصاً في السويداء ومطالبة بمحاسبة المسؤولين

العفو الدولية: توثيق إعدام 46 شخصاً في السويداء ومطالبة بمحاسبة المسؤولين

أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً طالبت فيه الحكومة السورية بمحاسبة أفراد قوات الأمن والجيش والقوات التابعة لهم، على خلفية إعدام رجال ونساء خارج نطاق القضاء في محافظة السويداء خلال شهر تموز الماضي.

سناك سوري- دمشق

أفادت المنظمة في تقريرها أنها وثّقت أدلة جديدة، بما في ذلك مقاطع فيديو تم التحقق منها، تُظهر مسلحين يرتدون بزات أمنية وعسكرية تحمل بعضها شارات رسمية، وهم ينفذون إعدامات ميدانية في منازل وساحة عامة ومدرسة ومستشفى.

كما أشارت إلى تشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات من قبل وزارة العدل السورية. ووصفت ديانا سمعان، الباحثة في شؤون سوريا لدى المنظمة، هذه الأفعال بأنها جرائم إعدام خارج نطاق القضاء وفقًا للقانون الدولي، مطالبة بتحقيق مستقل وشفاف ومحاسبة المسؤولين عبر إجراءات قضائية عادلة.

وفقًا لبيان المنظمة، قُتل 46 شخصًا من السويداء، بينهم امرأتان و44 رجلاً، يومي 15 و16 تموز. من بين الضحايا مسنّان تم إعدامهما في مواقع متفرقة شملت منازل ومدرسة ومستشفى وساحة عامة. وخلال تلك الأيام، ردد مسلحون شعارات طائفية ضد أهالي المحافظة وأهانوا رجال دين بحلق شواربهم بالقوة.

أوضحت المنظمة أن النتائج التي توصلت إليها تستند إلى مقابلات أجرتها مع 15 شخصًا من السويداء والمهجر، بمن فيهم شهود عيان وأقارب ضحايا، بالإضافة إلى تحليل 22 مقطع فيديو وصورة من مختبر الأدلة التابع لها. وأظهرت التحقيقات أن بعض المنفّذين كانوا يرتدون بزات عليها شارات "الأمن العام"، فيما ظهر آخرون ببزات تحمل شعار "الشهادة" المرتبط عادة بتنظيم "داعش"، على الرغم من أن الأخير لم يعلن مسؤوليته.

المنظمة وثقت إعدام 12 رجلاً على الأقل رمياً بالرصاص بينهم ثلاثة من عائلة العرنوس، وثمانية في ساحة تشرين، ورجلاً في مدرسة بقرية الثعلة، كما سجّلت إعدامات في مستشفى السويداء الوطني، بينها قتل العامل الطبي.

عمليات قتل في منازل المدنيين

إلى جانب ذلك، حصلت عمليات قتل في منازل المدنيين، بينها إعدام سبعة رجال من عائلة واحدة، وقتل رجل سبعيني على كرسي متحرك مع اثنين من أقاربه، كما وصف أحد الآباء كيف أُعدم أبناؤه الثلاثة وأبناء أشقائه عند حاجز قرب السويداء.

في المقابل، أشارت المنظمة إلى تقارير عن عمليات نفذتها فصائل مسلحة من السويداء ومقاتلون من العشائر البدوية بين 17 و19 تموز، مؤكدة أنها تحقق فيها.

ولفتت العفو الدولية إلى أن وزير الدفاع السوري اعترف في 22 تموز بوقوع "انتهاكات صادمة" نفذتها مجموعة "غير معروفة"، فيما كانت القوات الحكومية قد دخلت السويداء في 15 تموز لفرض حظر تجول قبل انسحابها في 16 تموز.

وشدّدت المنظمة على أن ما جرى يندرج في سياق الإفلات من العقاب على الجرائم الطائفية في سوريا، ويهدد بتقويض الثقة في أي مسار للعدالة والمساءلة.

مشاركة المقال: