الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 02:45 AM

أزمة المازوت تدفع سكان ريف الرقة للعودة إلى طرق التدفئة التقليدية بجمع مخلفات المواشي

أزمة المازوت تدفع سكان ريف الرقة للعودة إلى طرق التدفئة التقليدية بجمع مخلفات المواشي

في ظل النقص الحاد في مادة المازوت وارتفاع أسعارها الذي بات يفوق قدرة معظم العائلات، لجأ سكان ريف الرقة مجدداً إلى وسيلة تقليدية قديمة لتأمين التدفئة خلال فصل الشتاء. وتتمثل هذه الطريقة في جمع مخلفات الأغنام والأبقار، وتجفيفها بعد تشكيلها على هيئة أقراص لاستخدامها كوقود بديل.

هذه الطريقة، التي كانت شائعة في الأرياف السورية لعقود، تراجعت مع انتشار الوقود الحديث كالمازوت والغاز. إلا أن الأزمة الاقتصادية وتفاقم تكاليف المعيشة أعادا استخدامها على نطاق واسع، كحل متاح لتأمين الدفء في مواجهة برد الشتاء وظروف النزوح القاسية.

وقال أحمد العبد، 50 عاماً، وهو نازح من ريف حمص، في تصريح خاص لـ”سوريا 24″: “عملية جمع وتجفيف مخلفات المواشي ليست سهلة، فهي تحتاج إلى جهد ووقت طويل، خصوصاً في ظل المناخ القاسي والظروف الأمنية الصعبة. هذه طريقة قديمة لكننا اضطررنا للعودة إليها لأن المازوت بات نادراً وباهظ الثمن. ورغم التعب، فهي تبقى أفضل من البقاء في البرد.”

وتتضمن العملية جمع الفضلات من الحظائر، ثم تشكيلها بأيدي السكان إلى أقراص صغيرة أو متوسطة الحجم، وتركها لتجف تحت أشعة الشمس لعدة أيام قبل تخزينها للاستخدام. وتوفر هذه الأقراص مصدراً مقبولاً للتدفئة لا يعتمد على الكهرباء أو الوقود النفطي، وهو أمر حيوي في المناطق التي تعاني من انقطاعات الكهرباء وغياب المحروقات.

لكن هذه الوسيلة لا تخلو من المخاطر، إذ قد تؤدي إلى انبعاث روائح مزعجة وغازات ضارة أثناء الاحتراق، مما يستدعي تهوية كافية داخل المنازل لتفادي تراكم الدخان الذي يشكل تهديداً على صحة العائلات، خاصة الأطفال وكبار السن.

وفي هذا السياق، شدد الناشط الإنساني عدنان العيسى في حديثه لـ”سوريا 24″ على “أهمية تقديم الدعم اللازم للمزارعين ورعاة المواشي لتسهيل جمع هذه المخلفات بطرق صحية، وتنظيم عمليات التجفيف والتخزين في بيئة آمنة”، مؤكداً ضرورة “البحث عن بدائل تدفئة مستدامة وذات تكلفة مناسبة للأهالي مع اقتراب فصل الشتاء.”

وتعكس عودة الاعتماد على هذه الوسيلة التقليدية واقع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها سكان ريف الرقة اليوم، حيث لم تعد خياراً تراثياً، بل ضرورة ملحة فرضتها قسوة الظروف وغياب البدائل.

مشاركة المقال: