الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 02:45 AM

تحذير من خبير مائي: خطر عطش يهدد دمشق بسبب الجفاف والآبار المخالفة في الفيجة

تحذير من خبير مائي: خطر عطش يهدد دمشق بسبب الجفاف والآبار المخالفة في الفيجة

حذر الخبير في منظمات الأمم المتحدة للمياه والبيئة، محمد الدبش، من أن نبع الفيجة يواجه تهديداً كبيراً يتمثل في حفر الآبار العشوائية في حرم النبع ومنطقة الحوض الصباب المغذي له، خاصة في مناطق وادي بردى والفيجة وجديدة الوادي وعين الخضراء وسهل الزبداني، التي تعتبر الخزان المائي للمنطقة منذ زمن طويل، الأمر الذي يهدد مدينة دمشق بالعطش.

وفي تصريح لصحيفة "الوطن"، أوضح الدبش أنه تم إحصاء أكثر من ألف بئر تم حفرها لأغراض الزراعة، واستخدام المطاعم، والفلل الفارهة، والمنتزهات المقامة على ضفاف النهر. وأرجع ذلك إلى غياب سلطة الدولة والرقابة على هذه الأنشطة الضارة، بالإضافة إلى إعادة الحفارات المصادرة من البلديات ووزارة الموارد المائية إلى أصحابها الذين استغلوها بشكل سيء، والموافقات التي أعطيت من قبل المشرف على المنطقة.

وأشار الدبش إلى أن نبع الفيجة هو المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدينة دمشق، وهو المصدر المائي الوحيد تقريباً الذي كانت تجر منه المياه إلى المدينة منذ العهد الروماني عبر أقنية حفرت في الصخر بجوار نهر بردى، وتبلغ غزارته المتوسطة 11-20 متراً مكعباً في الثانية، وقد تصل إلى 30 متراً مكعباً في الثانية في السنوات الماطرة. وأضاف أنه في عام 1924، وبعد تأسيس مؤسسة مياه عين الفيجة، تم حفر أول نفق صخري لنقل المياه من نبع الفيجة إلى خزان الوالي في منطقة المهاجرين بدمشق. وبعد استهداف هذا الخزان في حرب تشرين 1973 من قبل العدو الإسرائيلي، تم إنشاء خزانات أكبر وأعمق داخل جبل قاسيون يتم جر المياه إليها وتعقيمها وفلترتها ثم ضخها إلى مدينة دمشق، وافتتح المشروع في عام 1986.

وأوضح أنه مع توسع عدد السكان في مدينة دمشق، وازدياد الطلب على المياه، وتأثيرات التغيرات المناخية والجفاف، بدأ منسوب المياه بالهبوط في حوض النبع. وأشار إلى أن الحكومة لجأت في السابق إلى حفر بعض الآبار الداعمة لمياه الشرب في مدينة دمشق، حيث كان يضخ منها المياه إلى خزانات في المدينة وتخلط مع مياه الفيجة ويتم توزيعها عبر الشبكة إلى المنازل، وكان يعتمد على هذه الآبار في أشهر الصيف (تموز وآب وأيلول وتشرين الأول) عندما ينخفض منسوب المياه في النبع ويزداد استهلاك الناس.

وأكد الدبش على الجهود الكبيرة التي بذلت للحفاظ على مياه النبع نظيفة ومحمية من التعديات، من خلال حمايتها من التهديدات البيئية مثل التلوث الناجم عن الأنشطة البشرية ودخول الأشخاص إلى حرم النبع ومنشآت الضخ في المناطق المحيطة، والحد من إنشاء أي منشآت قد تلوث المياه في المنطقة.

وأضاف أنه من خلال رصد منطقة الحوض والنبع، لوحظ دخول العديد من المواطنين والإعلاميين إلى حرم النهر، وهو أمر غير مسموح به بتاتاً لتجنب التلوث. وأشار إلى الفيديو الذي قام بتصويره أحد الإعلاميين داخل حرم النبع، والذي كان يتجول فيه بحرية بحذائه من أجل حصد الترندات، متجاهلاً سلامة المصدر المائي.

الوطن- محمود الصالح

مشاركة المقال: