الإثنين, 1 سبتمبر 2025 07:36 AM

"ليالي روكسي": دراما شامية تتجاوز النمطية وتحيي ولادة السينما السورية

"ليالي روكسي": دراما شامية تتجاوز النمطية وتحيي ولادة السينما السورية

تستحوذ أعمال البيئة الشامية على اهتمام واسع في الدراما السورية، حيث تنقل للمشاهدين السوريين والعرب صورة لما جرى في أزقة دمشق القديمة من أحداث متشابكة بالعادات والتقاليد والصراعات. وفي رمضان الماضي، اصطحب مسلسل "ليالي روكسي" المشاهدين في رحلة بصرية إلى دمشق في عشرينيات القرن الماضي، مقدماً مقاربة مختلفة عن النمط التقليدي لمسلسلات البيئة الشامية، ومحيياً اللحظة التي شهدت ولادة السينما السورية.

استند "ليالي روكسي" إلى حدث حقيقي، وهو إنتاج أول فيلم سوري بعنوان "المتهم البريء" عام 1928، من إخراج محمد عبد العزيز وتأليف ورشة كتاب ضمت شادي كيوان ومعن سقباني وبشرى عباس، وإنتاج شركة "أفاميا".

خارج نمطية دراما البيئة الشامية

على الرغم من أن أحداث "ليالي روكسي" تدور في حارة دمشقية خلال فترة الانتداب الفرنسي، إلا أن العمل يتجنب الوقوع في فخ "فانتازيا الحارة الشامية" المعتادة، ويقدم قراءة واقعية لمجتمع دمشق المتغير آنذاك، من خلال شخصيات حقيقية وقضايا متشابكة تلامس الفن والسياسة والمجتمع. وترتكز قصة العمل على ثلاث قضايا مترابطة، أولها صناعة أول فيلم سوري في زمن لم يكن فيه للسينما وجود، ولا يكتفي العمل بسرد وقائع صناعة الفيلم، بل يطرح أسئلة أعمق حول العلاقة بين الفن والوطن، والماضي والمستقبل، وصوت المرأة وطغيان العادات.

أما القضية الثانية فتتمثل في مقاومة الانتداب الفرنسي، من خلال شخصيات مثل "عطا" (أيمن زيدان) الوطني المتنور الذي يدعم الفن ويخفي المقاومين. وتتمحور القضية الثالثة حول تحرير المرأة من القوالب التقليدية، حيث ظهرت بطلات المسلسل في أدوار نسائية مناضلة وخارجة عن النمطية، بدءًا من شخصية "توتة" (سلاف فواخرجي) أول ممثلة سورية سينمائية، والكاتبة نازك العابد، مؤسسة أول جريدة نسائية في دمشق.

تدور الأحداث في حارة "روكسي" الدمشقية، التي تنبض بالحياة على وقع خطوات "عبد الوهاب السعود" (دريد لحام) و"طيرة" (منى واصف)، وهما زوجان عجوزان يتأملان ما تبقى من أحلامهما، ومع زياراتهما للممثلة الهاوية "توتة"، تتقاطع مصائر الجميع في مشروع حالم، هو إنتاج أول فيلم سوري. ويتقاطع هذا الحدث المركزي مع صراعات داخل الحارة بين معسكرين، أحدهما يمثل الوطنية والفن بقيادة "عطا" (أيمن زيدان)، والآخر يتمثل في "فرزت" (عبد الفتاح المزين)، المتعاون مع الفرنسيين، وبينهما تقف النساء، كمحركات فاعلة في قلب الحدث.

لقاء منى واصف ودريد لحام

من مفاجآت "ليالي روكسي" عودة دريد لحام ومنى واصف للظهور معًا لأول مرة منذ مسلسل "وادي المسك" عام 1982، حيث لاقت مشاهدهما ترحيبًا جماهيريًا كبيرًا، خاصة مشاهد سيرهما في شوارع دمشق القديمة، وأحاديثهما عن دمشق والفن والأحلام التي تشيخ. العمل من بطولة سلاف فواخرجي، ودريد لحام، ومنى واصف، وأيمن زيدان، وعبد الفتاح المزين، وجوان خضر، وهدى الشعراوي، وجيني إسبر.

مشاركة المقال: