التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، وهو حليف للشيخ حكمت الهجري، زعيم طائفة الدروز في السويداء. وقد طلب طريف دعمًا من إسرائيل لمواجهة القوات الحكومية خلال الأحداث الأخيرة في السويداء.
وعقب لقائه مع طريف، اليوم الخميس 28 من آب، في غرفة عمليات أقامتها الطائفة الدرزية في قرية “جولس” لمتابعة الأوضاع في السويداء، صرح نتنياهو تعليقًا على الحكومة السورية الحالية: “لست شخصًا ساذجًا وأفهم مع من نتعامل”.
وكان طريف قد أصدر بيانًا في 16 من تموز الماضي، طالب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بـ”الوفاء بالتزامهما بحماية الدروز في سوريا”.
وقال نتنياهو: “رأينا في جانب من جوانب المذبحة بعضًا من أبعادها، التي يتضح حجمها وعمقها يومًا بعد يوم”، مضيفًا: “نحن معا نعمل على إيصال الأمر إلى العالم، أو على الأقل إلى جماهير وإلى أشخاص مهمين جدًا”. وأضاف: “يكاد لا يمر يوم دون أن أتحدث عن ذلك، وأطرحه أمام وسائل الإعلام”.
وأكد نتنياهو: “من المهم أن يصل هذا إلى صانعي القرار الأقوياء والمهمين في العالم، هذا ما نقوم به، أنا لست شخصًا ساذجًا، أفهم أمام من نقف، وأمام ماذا نقف”، مؤكدًا أنه “سيكون لدينا تسوية”.
يأتي هذا بعد أن نفذ الجيش الإسرائيلي إنزالًا جويًا في قطعة عسكرية بريف دمشق، جنوبي سوريا، دون حدوث اشتباكات مع الجيش السوري الموجود في المنطقة، وذلك عقب قصف وتحليق مستمر للطيران الإسرائيلي.
وذكر مصدر حكومي لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أن عناصر من الجيش عثروا خلال جولة ميدانية على أجهزة مراقبة وتنصّت قرب جبل المانع في 26 من آب، وفي أثناء محاولة التعامل معها، تعرض الموقع لهجوم إسرائيلي جوي أسفر عن قتلى وإصابات وتدمير آليات. وأضاف المصدر الحكومي الذي لم تسمه “سانا”، أن الاستهدافات الجوية والطائرات المسيّرة استمرت في منع الوصول إلى المنطقة حتى مساء 27 من آب، بالمقابل قامت مجموعات من الجيش بتدمير جزء من المنظومات عبر استهدافها بالسلاح المناسب، وسحب جثامين القتلى.
وأكد أن الطائرات الإسرائيلية شنت عدة غارات على الموقع، أعقبها إنزال جوي لم تُعرف تفاصيله بعد، وسط استمرار التحليق المكثف لطيران الاستطلاع.
تحالف تاريخي
في وقت سابق، من اليوم قالت “القناة 7” الإسرائيلية، إن الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، موقف طريف، التقى برئيس مجلس السامرة (الضفة الغربية المحتلة)، يوسي داغان، الذي اعتبر أن ما “حدث في السويداء، يشبه أحداث السابع من أكتوبر”.
وأشار داغان، إلى لدى إسرائيل والدروز “تحالف ورابط تاريخي وشجاعة بين اليهود والدروز، وهو رابط تعزز بشكل خاص في السامرة”، مستشهدًا بالقادة الدروز الذين قادوا ولا يزالون يقودون ألوية الجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وصولًا إلى الشراكة في “مكافحة الإرهاب وحماية المستوطنات”، مضيفًا، “دماؤكم هي دماؤنا، لقد قاتلنا جنبًا إلى جنب على مر السنين”.
ودعا رئيس مجلس السامرة، الحكومة الإسرائيلية إلى قبول قرار حكومي رسمي لمساعدة أبناء الطائفة الدرزية في السويداء الذين يعانون من ضائقة شديدة بعد “المجزرة التي نفذتها قوات الزعيم السوري جولاني، والتعامل مع المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء بشكل منظم من خلال هيئة الطوارئ الوطنية”.
ماذا حدث في السويداء
شهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية في المحافظة. وبدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء، الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 من تموز.
وتطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة استدعت تدخل الحكومة، التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا تابعة لها في السويداء ودمشق. تلا ذلك انتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو، ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.
وشهدت السويداء، في 16 من آب الحالي، مظاهرات في ساحة “الكرامة” وسط المدينة، تطالب بـ”تقرير المصير”، ترفع أعلامًا إسرائيلية. وتعد المرة الأولى التي تخرج بها حشود بهذا العدد داخل محافظة السويداء للمطالبة بالاستقلال والانفصال عن سوريا.