تزداد الحاجة اليوم إلى تعزيز دور غرف التجارة والصناعة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة في سوريا، باعتبارها حاضنة أساسية للنشاط الاقتصادي ورافعة لدعم الاستثمار وتعزيز التصدير.
أكد المهندس يوسف محمد شعار، رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس، لصحيفة الثورة، أن محافظة طرطوس شهدت تطوراً ملحوظاً في النشاطين التجاري والصناعي على الرغم من التحديات الاقتصادية، وتحسنت عمليات التصدير عبر المرفأ. وأضاف أن الغرفة تطمح إلى المزيد من النشاط من خلال بيئة استثمارية مرنة وجاذبة، خاصة في القطاعات الإنتاجية ذات القيمة المضافة.
أشار شعار إلى التحديات التي تواجه التجار والصناعيين في المحافظة، ومن أهمها ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة لتقلبات أسعار المواد الأولية والطاقة، وصعوبة الحصول على التمويل المناسب والعقبات المرتبطة بعمليات السحب من المصارف. كما يواجه الصناعيون عائقاً يتمثل في غياب المدن الصناعية الكبيرة، والاقتصار على مناطق صناعية محدودة للحرفيين وبعض الصناعيين.
أوضح أن الغرفة تعمل على دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع البدائل الإنتاجية، وفق رؤية تنموية تهدف إلى تعزيز النشاط الاقتصادي ودعم بيئة الأعمال. وأشار إلى أن التركيز ينصب على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز الابتكار، وتوسيع التعاون التجاري داخلياً وخارجياً، مع إيلاء الأولوية للمساهمة في معالجة التحديات الاجتماعية عبر الحد من البطالة وتوفير فرص عمل مستدامة للشباب.
ذكر شعار أن بعض مذكرات التفاهم السابقة لم يتم تفعيلها، مؤكداً أنهم يعملون حالياً على توسيع شبكة علاقاتهم مع الغرف داخل سوريا وخارجها، وتسعى الغرفة لإطلاق اتفاقيات جديدة تسهم في دعم التبادل التجاري وفتح أسواق للصادرات المحلية، وتوفير فرص للتشبيك بين رجال الأعمال والمستثمرين.
وحول أبرز السلع التي يتم تصديرها من طرطوس حالياً، أوضح الشعار أن المحافظة تصدر الخضار والفواكه، زيت الزيتون، الألبسة الجاهزة، الصناعات الغذائية والبلاستيكية، المنتجات الزجاجية، مستحضرات التجميل، الأدوية، إضافة إلى القوارب الخشبية. وأكد أن الغرفة تسهم في فتح أسواق جديدة عبر تنظيم المعارض وإعداد الدراسات السوقية، وتسهيل التواصل المباشر بين المنتجين والمستوردين من خلال منصات إلكترونية متخصصة.
تعمل الغرفة على تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير عبر مرفأ طرطوس، وتحرص على التنسيق المستمر مع إدارة المرفأ لتسهيل عمليات التخليص الجمركي، وتقديم الدعم اللوجستي، ومعالجة أي عقبات تنظيمية أو إجرائية تعيق حركة البضائع.
أوضح الشعار أن الغرفة لم تفصل أي تاجر من صندوق التقاعد إلا بناءً على رغبته وبطلب خطي منه، مؤكداً أن الراغبين في العودة إلى الصندوق مرحب بهم لاستكمال الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية حقوقهم.
أكد أن هناك حاجة لتحديثات جوهرية تواكب المتغيرات الاقتصادية الراهنة، ومن أبرزها تبسيط الإجراءات الإدارية والضريبية، وتوسيع مظلة الحوافز الاستثمارية، تعديل قوانين العمل وتفعيل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
كما أشار إلى دور الغرفة في المسؤولية الاجتماعية ودعم المبادرات المجتمعية من خلال برامج التدريب المهني للشباب، ورعاية الأنشطة التعليمية والثقافية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية.
لفت إلى أن الغرفة تولي اهتماماً كبيراً لقضية البطالة، من خلال دعم المشاريع الريادية وتشجيع الاستثمارات في القطاعات كثيفة العمالة، إلى جانب تنظيم ملتقيات توظيف دورية، بالتعاون مع الجهات المعنية.
ختم الشعار حديثه بالتأكيد على أن غرفة تجارة وصناعة طرطوس تسعى لدفع عجلة الاقتصاد المحلي من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تطوير بيئة الاستثمار، وتعزيز الصادرات، بما يسهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والحد من البطالة.