الإثنين, 25 أغسطس 2025 11:28 PM

عودة اللهجة الحادة: تغريدات الصفدي تنتقد نتنياهو وتثير جدلاً حول "إسرائيل الكبرى"

عودة اللهجة الحادة: تغريدات الصفدي تنتقد نتنياهو وتثير جدلاً حول "إسرائيل الكبرى"

لاحظ المراقبون السياسيون عودة التغريدات التي تتسم بالحدة الدبلوماسية، والتي تحمل توقيع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. كان آخرها تغريدة نشرت فجر السبت الماضي، أكد فيها أن الوزراء في الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، الذين يصنفون الفلسطينيين على أنهم حيوانات بشرية، لن يوقفوا سياسة التجويع ما لم يواجهوا تبعات جرائمهم.

استند الوزير الأردني إلى التقرير الدولي الذي صنف حصول مجاعة في غزة، ليظهر موقفاً جديداً يدعو باسم الأردن إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإنهاء الحصار، والسماح الفوري بإيصال المساعدات الإنسانية، وإنهاء الكارثة الإنسانية، معتبراً أنها الكارثة الإنسانية التي تظهر فشل الإنسانية وانهيار النظام الأخلاقي الدولي، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة. وأكد أن وقفها يتطلب فقط رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

تقريباً، نفس المضامين ركز عليها الخطاب الرسمي الأردني أثناء استقبال عضوين في الكونجرس عصر الأحد.

عودة هذه التغريدات بعد غيابها لعدة أشهر، تعتبر مؤشراً إضافياً على طبيعة الأزمة الحالية بين الحكومة الأردنية وحكومة اليمين الإسرائيلي، وعلى وجود تعارض في الأجندات والمصالح والأهداف، على عكس الموقف الرسمي الأردني المضاد تماماً لحرب التجويع على أهل غزة.

على مستوى الأوساط السياسية الخبيرة، يمكن اعتبار عودة تغريدات الوزير الصفدي تحديداً بأنها إشارة متقدمة على الأزمة المتدحرجة، خصوصاً وأن آخر زيارة للصفدي كانت إلى موسكو العاصمة الروسية، حيث أطلق تصريحات نقدية صنفت بأنها غير مسبوقة ضد ما يسمى مشروع إسرائيل الكبرى الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

تغريدات الصفدي كانت قد اختفت عن الرادار بعد ضغط إسرائيلي وأمريكي، والأوساط والمصادر الدبلوماسية تعلم مسبقاً بأن وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو كان قد رفض لقاء الصفدي ومصافحته ثلاث مرات على الأقل طوال الأشهر الستة الماضية، بدعوى أنه يقوم بجهد يساند فيه ما تقوم به حكومة جنوب إفريقيا من الشكوى والدعوة إلى تكريس وتثبيت جريمة الإبادة ضد إسرائيل.

قيادات إسرائيلية متعددة وأعضاء في الكنيست من جهة اليمين الإسرائيلي هاجموا بقسوة ولأشهر الصفدي وتصريحاته التي ساهمت بشكل فعال طوال العام الماضي في إدانة الجريمة الإسرائيلية وإنتاج حالة توافق في المجتمع الدولي على إدانة تلك الجريمة.

وبسبب الضغط الأمريكي الناتج عن ضغط إسرائيلي، تقول مصادر محلية، اختفت تقريباً تغريدات الصفدي وذهب باتجاه نشاطات يقوم فيها بتمثيل بلاده خلف الستارة والكواليس.

لكن الصفدي عاد لتغريدة السبت القوية والتي تؤكد عمق الأزمة بين الأردن وإسرائيل.

وكان حديث نتنياهو عن مشروع إسرائيل الكبرى قد أثار عاصفة جدل في الأردن وخلط الكثير من الأوراق السياسية الإقليمية.

دلالة ذلك أن هذه التصريحات دفعت رئيس الوزراء الأردني الدكتور جعفر حسان للتحدث بالملف السياسي الذي يشغل الأردنيون عموماً تحت عنوان مخاطر تطال بلادهم ووطنهم بسبب مشروع إسرائيل الكبرى وتطلعات وطموحات اليمين الإسرائيلي وخططه الاستيطانية وما يفعله من إجراءات واستفزازات في ملف القدس.

الرئيس حسان كان قد أشار علناً إلى أن مشروع إسرائيل الكبرى أقرب إلى أوهام رجل متطرف كما وصفه رئيس الوزراء الأردني وهو يتحدث عن نتنياهو طبعاً، بالإضافة إلى إشارة أن إسرائيل معزولة ومحاربة ولا يحترمها المجتمع الدولي والعالم الآن وليست في موقع تهديد لا الأردن ولا أي من الدول الأخرى.

بنفس المواصفة صدر تصريح عن الناطق باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني شدد فيه علي أن أوهام نتنياهو بإسرائيل الكبرى ستتحطم على صخرة الأردنيين وتظهر سلسلة التصريحات لنخبة من كبار المسؤولين الأردنيين بأن الجانب الأردني الرسمي قرر عدم تفويت فرصة الرد على إسرائيل وإظهار غضب الأردن وتمسكه بثوابته في مقابل الاستفزازات والتصريحات الإسرائيلية المبالغ فيها.

مشاركة المقال: