الإثنين, 25 أغسطس 2025 08:54 AM

كويا في درعا تعتمد الطاقة الشمسية لتشغيل بئر المياه وسط تحديات في التوزيع

كويا في درعا تعتمد الطاقة الشمسية لتشغيل بئر المياه وسط تحديات في التوزيع

درعا – محجوب الحشيش: أنهى المجلس المحلي في بلدة كويا بريف درعا الغربي تركيب منظومة الطاقة الشمسية لبئر مياه الشرب الوحيدة التي تغذي البلدة. تهدف هذه الخطوة إلى تخفيف الأعباء المالية عن السكان، حيث كان المحرك يعتمد على الديزل ويستهلك 15 لترًا من المازوت في الساعة. ومع ذلك، لا تزال هناك عوائق تواجه السكان وتدفعهم للبحث عن مصادر مائية بديلة.

تعطل المحرك المشغل للبئر منذ منتصف تموز الماضي، مما اضطر السكان لشراء المياه من الصهاريج الجوالة، حيث يبلغ سعر الخزان (25 برميلًا) حوالي 240 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 22 دولارًا تقريبًا. ويصل سعر لتر المازوت في السوق المحلية بدرعا إلى 9000 ليرة سورية (0.9 دولار أمريكي).

على نفقة متبرع

أوضح رئيس المجلس المحلي في كويا، أمجد سليمان، أن تركيب ألواح الطاقة الشمسية والقواعد الحديدية تم على نفقة متبرع خاص. وأضاف أن عدد الألواح المركبة بلغ 84 لوحًا، بالإضافة إلى جهاز رافع جهد (50 حصانًا)، مع تسوير الألواح بسياج معدني لحمايتها وتعيين حارس دائم عليها.

يستفيد من بئر مياه الشرب 10,000 نسمة، وتوزع المياه على الحارات مرة واحدة في الأسبوع. ولضمان التوزيع العادل، تم ربط مياه الشرب بالخزان الرئيس، ولكن التعديات على الشبكة الداخلية تحرم بعض الأحياء من عدالة التوزيع.

يذكر أن عنب بلدي أشارت في تقرير سابق، في أيار الماضي، إلى حاجة البلدة لمنظومة الطاقة الشمسية للتخلص من تشغيل البئر على الديزل الذي يرهق السكان ماليًا.

يخفف من التكلفة

يدفع علي النادر، أحد سكان البلدة، مبلغ 240,000 ليرة سورية أسبوعيًا لشراء مياه الشرب من الصهاريج الجوالة. ويستهلك منزله كميات إضافية من المياه لقطيعه من المواشي، حيث يملك رأسين من البقر وحوالي 30 رأسًا من الأغنام. يأمل علي في التوقف عن شراء المياه أو تخفيفه بعد تشغيل البئر على الطاقة الشمسية، معتبرًا أن تكلفة تعبئة المياه ترهق أسرته ماليًا، حيث يحتاج إلى ما يقارب المليون ليرة شهريًا ثمن مياه فقط. ازدادت معاناة علي بعد تعطل محرك الديزل، حيث كانت تكلفة تعبئة المياه لا تتعدى 50,000 ليرة سورية، منها 30,000 ليرة ثمن مازوت للمحرك و20,000 ثمن بنزين للمحرك في منزله لإيصال المياه إلى خزان بيته.

عوائق أمام التشغيل

على الرغم من تشغيل البئر على الطاقة الشمسية، ما زال محمد الشلال، أحد سكان البلدة، يجلب المياه من بئر خارج البلدة لأن مياه بئر كويا لم تصل بعد إلى منزله. ويضطر محمد لملء المياه من منطقة تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن بلدته، وينتظر في طابور طويل لأكثر من ثماني ساعات لتعبئة الخزان بسيارته.

أوضح وليد شهاب، العامل بشبكة المياه في بلدة كويا، أن الغيوم تعوق إقلاع المضخة بالشكل المطلوب، مما يؤدي إلى تناقص المياه الرافدة إلى الخزان الرئيس. وأضاف أن المضخة تعمل حوالي ثماني ساعات يوميًا تتخللها فترات انقطاع مع مرور الغيم بالسماء. وطالب شهاب بإصلاح محرك الديزل لتشغيله في أثناء فترات الليل وساعات الفجر لتعويض الفاقد من مياه الشرب في البلدة.

أكد رئيس البلدية، أمجد سليمان، أنه سيتقدم بطلب إصلاح للمحرك، لأن أداء الطاقة الشمسية منخفض في فصل الشتاء. وأوضح أنه تقدم بطلب إلى مجلس محافظة درعا لتركيب محول كهربائي للاستفادة من الكهرباء خلال ساعات التغذية. ومن المتوقع أن يشهد القطاع الكهربائي تحسنًا في ساعات التغذية، حيث أعلن وزير الطاقة، محمد البشير، خفض ساعات التقنين إلى أربع ساعات قطع مقابل ساعتي تشغيل. وكانت حصة كويا من التقنين سابقًا خمس ساعات قطع مقابل ساعة تشغيل فقط. وأشار البشير لوكالة الأنباء السورية (سانا)، في 18 من آب الحالي، إلى أن هذا التحسن يأتي نتيجة وصول كميات من الغاز الأذربيجاني عبر الأراضي التركية إلى محطات توليد الطاقة، مما أسهم في زيادة كمية الكهرباء المنتجة ورفع القدرة التشغيلية لعدد من المحطات المتوقفة أو العاملة جزئيًا خلال الفترة الماضية.

المياه تتراجع في درعا

تشهد محافظة درعا تراجعًا في منسوب مياه الشرب من مصادرها الرئيسة. وتعتبر ينابيع عين ذكر في ريف درعا الغربي المصدر الرئيس لمياه الشرب لقرى حوض اليرموك ومن ضمنها بلدة كويا. ولم تعد تصل مياه الشرب من ينابيع عين ذكر إلى كويا منذ عامين، مما دفع السكان لحفر بئر في البلدة كبديل عنها. وشهدت ينابيع عدة في درعا تراجعًا واضحًا خلال آب الحالي من ضمنها عين ذكر، والصافوقية والأشعري، وآبار الإرواء في خربة غزالة. سبق ذلك جفاف كلي لكل من ينابيع المزيريب وعيون العبد وزيزون والساخنة الكبرى والصغرى في تل شهاب والبجة في نوى، ويعتبر حفر الآبار العشوائية في حرم تلك الينابيع سببًا رئيسًا في جفاف وتراجع تلك الينابيع.

قدّر مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي السابق في درعا، مأمون المصري، عدد الآبار المخالفة في المحافظة بأكثر من 20,000 بئر وثّق منها 4000 بئر فقط في مدينة طفس. وأشار المصري لصحيفة “الوطن” المحلية، شبه الرسمية، إلى أن الظروف التي مرت فيها سوريا أضعفت الرقابة الحكومية على حفر الآبار، مما أثر بشكل سلبي على مصادر مياه الشرب التي أصبحت تشهد تراجعًا حادًا، على حد وصفه. وطالب المصري حينها بتدخل فوري للحكومة السورية لمنع وردم هذه الآبار.

مشاركة المقال: