السبت, 23 أغسطس 2025 03:33 PM

تصعيد في غزة: إسرائيل تبدأ حملة إخلاء وتكثف القصف وسط مزاعم إنسانية

تصعيد في غزة: إسرائيل تبدأ حملة إخلاء وتكثف القصف وسط مزاعم إنسانية

في تقديرات للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من المتوقع أن يكون الأسبوع الأول من أيلول المقبل بداية عملية احتلال مدينة غزة، والتي أطلق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اسم «القبضة الحديدية» بدلاً من «مركبات جدعون 2». وعلى الأرض، بدأ جيش الاحتلال تصعيداً للضغط بهدف تهجير سكان المدينة.

خلال اليومين الماضيين، كثف جيش الاحتلال عمليات القصف الجوي والنسف باستخدام الروبوتات المفخخة، خاصة في حي الصبرة جنوب غرب المدينة وحي الزيتون جنوب شرقها. وامتد الضغط الميداني، أمس، إلى مدينة جباليا البلد وجباليا النزلة وحيي الصفطاوي والشيخ رضوان. وتحول جيش العدو من إرسال المنشورات والرسائل الصوتية التي تطالب السكان بالإخلاء، إلى القصف المدفعي المكثف وارتكاب المجازر.

وقعت إحدى هذه المجازر في شارع الغباري بمنطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان، حيث قصفت المدفعية مدرسة تؤوي عشرات الأسر النازحة، مما أسفر عن استشهاد 12 مواطناً وإصابة العشرات، وتهجير المئات من العائلات التي فضلت الرحيل إلى جهة مجهولة على البقاء في المنطقة المعرضة للقصف المستمر. وفي حي الصبرة، شنت الطائرات الحربية غارات على مدرسة الحي التي كانت تؤوي مئات النازحين، ونفذت عشرات الغارات التي استهدفت مباني سكنية ومنازل مأهولة. وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد نحو 60 مواطناً في غارات إسرائيلية متفرقة.

تتزامن عملية التهجير القسري، المتوقع أن تتصاعد خلال الأسبوعين المقبلين، مع حملة دعائية إسرائيلية لا تعكس الواقع على الأرض. إذ يزعم جيش الاحتلال أنه بدأ في إنشاء مناطق إنسانية من خلال إدخال كميات من الخيام، وإعادة تأهيل مستشفى «الأوروبي» جنوب مدينة خانيونس ليكون بديلاً لمستشفيات مدينة غزة. كما نشرت صفحة «المنسق» مكالمة بين ضابط إسرائيلي ومدير في وزارة الصحة في غزة، يطالبه بإعداد خطة لنقل المعدات من المدينة.

تتشابه هذه الحملة الدعائية مع حملة مماثلة سبقت عملية اقتحام مدينة رفح. ومع ذلك، تؤكد الوقائع أن التصريحات الإسرائيلية لا أساس لها من الصحة، وأن جيش الاحتلال يدير عملية خداع كبرى لإيهام العالم بأنه يرعى الوضع الإنساني، بينما يترك النازحين لمصيرهم في الشوارع دون رعاية أو جهود دولية لإغاثتهم.

وفي إطار التضليل، سمحت سلطات الاحتلال بإدخال كميات من البضائع لثلاثة تجار فقط في غزة، يقومون بتوريد كميات محدودة من المواد الغذائية الثانوية والكماليات بأسعار باهظة. ويخدم دخول هذه الأصناف، مثل الفواكه والخضار والشوكولاتة التي تباع بالدولار، دعاية الاحتلال عن إغراق غزة بالبضائع، في حين أن سعر كيلوغرام البندورة يتجاوز 30 دولاراً، والمانغا 40 دولاراً، وعلبة الشوكولاتة 100 دولار، والنسكافيه 120 دولاراً.

بالنتيجة، يتجه جيش الاحتلال إلى اجتياح مدينة غزة وتدميرها، بينما يدير خداعاً إنسانياً وسياسياً، ويتخذ من المفاوضات والمماطلة غطاءً للخراب والتدمير، خاصة بعد حصوله على ضوء أخضر أميركي لمواصلة الحرب بلا ضوابط.

مشاركة المقال: