أكدت الأمم المتحدة على سعيها الحثيث لتعبئة الموارد وتعزيز الجهود الرامية إلى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة في محافظة السويداء والمناطق المجاورة، والتي تستضيف العائلات النازحة نتيجة للأحداث الأخيرة. وناشدت الأمم المتحدة الجهات المانحة لزيادة الدعم والتمويل بشكل فوري لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.
أعرب آدم عبد المولى، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، في بيان له اليوم، عن تقديره للحكومة السورية لدعمها وتسهيلها زيارته إلى السويداء يوم أمس. وأوضح أن هذه الزيارة مكنت وفد الأمم المتحدة من تقييم الوضع الإنساني على أرض الواقع، والتواصل المباشر مع المجتمعات المتضررة والمسؤولين المحليين ومنظمات المجتمع المدني.
وأشار عبد المولى إلى أن أعداد النازحين تجاوزت 190 ألف شخص، يقيم معظمهم داخل محافظة السويداء في المدارس، الأمر الذي يثير مخاوف جدية مع قرب بدء العام الدراسي الجديد. وشدد على ضرورة إيجاد حلول عاجلة تضمن استمرار حصول الأطفال على التعليم دون انقطاع.
كما أوضح عبد المولى أن الخدمات الصحية تواجه ضغوطاً هائلة، حيث تعاني المستشفيات والعيادات من نقص حاد في الأدوية الأساسية، ويعمل الكادر الطبي في ظروف صعبة للغاية ويحتاج إلى دعم فوري لمواصلة إنقاذ الأرواح.
وقال عبد المولى: "إن الأوضاع الإنسانية في السويداء ومواقع النزوح في درعا وريف دمشق بالغة السوء، وإن المدنيين هم الضحايا الرئيسيون للعنف وهم في أمس الحاجة إلى المساعدة." وأضاف: "تلعب منظمات المجتمع المدني المحلية دوراً حاسماً في دعم النازحين والمجتمعات المضيفة، وتستحق جهودهم التقدير وتوفير الموارد المستدامة لتوسيع نطاق عملهم وتعزيز تأثيره."
ولفت عبد المولى الانتباه إلى النقص الحاد في السلع الأساسية وارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية، مؤكداً أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي لمعالجة هذه التحديات، وأن استئناف التدفق الآمن للسلع التجارية أمر ضروري لتحقيق الاستقرار.
وأوضح عبد المولى أن الأمم المتحدة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري، تواصل إرسال قوافل المساعدات التي تصل إلى أكثر من 300 ألف شخص، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة بسبب نقص التمويل.
ودعا عبد المولى الجهات المانحة إلى إظهار التضامن مع سكان السويداء وسائر أنحاء سوريا من خلال زيادة الدعم بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، مؤكداً التزام الأمم المتحدة بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية بشكل محايد لجميع المجتمعات المحتاجة.