الأربعاء, 20 أغسطس 2025 04:00 PM

مشفى السقيلبية يعزز خدماته بأجهزة غسيل كلى حديثة لتخفيف معاناة المرضى

مشفى السقيلبية يعزز خدماته بأجهزة غسيل كلى حديثة لتخفيف معاناة المرضى

شهد مشفى السقيلبية الوطني في ريف حماة تطوراً هاماً يوم الإثنين 18 آب 2025، حيث تم تركيب أربعة أجهزة حديثة لغسيل الكلى. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المبذولة لتحسين الخدمات الطبية المقدمة لأهالي المنطقة، وقد لاقت ترحيباً واسعاً من المرضى وذويهم، وتقديرًا للجهات الداعمة.

نقلة نوعية في مستوى الخدمة

أوضح الدكتور طعمة شحادة، مدير مشفى السقيلبية الوطني، أن "الأجهزة الأربعة الجديدة تم تركيبها في قسم الغسيل الكلوي، لتنضم إلى الأجهزة القديمة الموجودة". وأضاف أن "هذا التحديث يمثل نقلة نوعية في مستوى الخدمة، خاصة مع الزيادة الكبيرة في أعداد مرضى الفشل الكلوي".

وأشار الدكتور شحادة إلى أن "الأجهزة القديمة كانت تعاني من التقادم وتحتاج إلى صيانة متكررة، مما كان يؤدي إلى تعطيل جلسات الغسيل ويؤثر سلبًا على سير العمل وراحة المرضى". وأكد أن "الأجهزة الجديدة تتميز بمواصفات تقنية عالية وكفاءة وموثوقية، مما يقلل من احتمالات الأعطال ويساهم في استقرار الجدول الزمني للجلسات".

الهدف: 1000 جلسة غسيل شهرياً

ذكر الدكتور شحادة أن "عدد جلسات غسيل الكلى التي أجريت في المشفى خلال الشهر الماضي بلغ 700 جلسة"، مضيفًا: "نطمح إلى الوصول إلى 1000 جلسة شهريًا مع استقرار عمل الأجهزة الجديدة، خاصة مع تزايد أعداد المرضى العائدين إلى المنطقة بعد التحرير، وازدياد الحاجة إلى الخدمات الصحية المتخصصة".

وأكد مدير المشفى أن "هذا الإنجاز تحقق بفضل دعم منظمة ميد غلوبال، وبالتنسيق مع مديرية صحة حماة ووزارة الصحة". وأعرب عن شكره وتقديره للجهات المانحة والداعمة، مشيرًا إلى أن "هذا الدعم لا يقتصر على تأمين الأجهزة فقط، بل يشمل أيضًا الصيانة الدورية والتدريب المستمر للكوادر الطبية".

تزايد الضغط على البنية التحتية الصحية

يُعد مشفى السقيلبية الوطني من المنشآت الصحية الرئيسية في المنطقة، ويضم 200 سرير، ويقدم خدماته الطبية لسكان يمتدون من مصياف غربًا إلى جسر الشغور شمالًا، ومن الجبال الساحلية شرقًا إلى معرة النعمان وجزء من ريف إدلب الجنوبي. وتشهد هذه المنطقة كثافة سكانية متزايدة، خاصة بعد عودة آلاف العائلات من مناطق الشمال السوري، مما زاد من الضغط على البنية التحتية الصحية.

وأشار الدكتور شحادة إلى أن "الزيادة السكانية العائدة بعد التحرير فرضت تحديات كبيرة على المشفى، خاصة في التخصصات الحرجة مثل الغسيل الكلوي، حيث كان الانتظار يمتد لأيام في بعض الأحيان". وأضاف أن "التوسع في قسم الغسيل الكلوي يُعد استجابة مباشرة للاحتياجات الطبية الملحة، ويُسهم في تخفيف معاناة المرضى وذويهم".

آمال المرضى: تحسن في الخدمة وفي أوقات الانتظار

من جانبه، عبّر أحمد شحادة، من سهل الغاب، ومرافق لوالده الذي يتلقى جلسات غسيل كلوي دورية، عن سعادته بالتطوير الجديد، قائلًا: "كمرافق لمريض غسيل كلى، أشهد أن الوضع كان صعبًا جدًا، إذ كنا نضطر للانتظار لساعات طويلة، وأحيانًا يتوقف الجهاز أثناء الجلسة بسبب عطل فني، مما يسبب هلعًا وقلقًا كبيرًا للمريض والمرافقين".

وأضاف: "الآن، مع تركيب الأجهزة الجديدة، نتوقع تحسنًا كبيرًا، وعلى الأقل لن نضطر للانتظار طويلاً، وستصبح الجلسات أكثر استقرارًا وسلاسة، وبالتالي فإن هذا الشيء يريح المرضى، ويخفف من التوتر على الكوادر الطبية، ويوفر بيئة علاجية أفضل".

ويُنظر إلى هذا التطور في مشفى السقيلبية كنموذج للعمل التكاملي بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، في سياق إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية في المناطق التي تأثرت بالنزاع، وتعمل على استقرار الخدمات الطبية الأساسية. ويواصل المشفى جهوده لتطوير بقية أقسامه، بدعم من منظمات دولية وأصدقاء مشفى السقيلبية، بهدف تحويله إلى مركز طبي متكامل يلبي احتياجات سكان المنطقة الواسعة التي يخدمها، ويُسهم في بناء نظام صحي أكثر مرونة واستدامة.

مشاركة المقال: