الأربعاء, 13 أغسطس 2025 03:56 PM

زيارة وفد سوري رفيع المستوى لأنقرة: هل تحمل بُعدًا عسكريًا واستخباراتيًا وما أهدافها؟

زيارة وفد سوري رفيع المستوى لأنقرة: هل تحمل بُعدًا عسكريًا واستخباراتيًا وما أهدافها؟

استقبل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في أنقرة، نظيره السوري، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، ومدير المخابرات السورية، حسين السلامة. وذكرت وكالة الأناضول أن الزيارة، التي بدأت يوم الأربعاء، تهدف إلى إجراء مباحثات بين الجانبين، حيث جرى لقاء فيدان والشيباني في مقر الخارجية.

وأفادت وزارة الدفاع التركية في بيان بأن أبو قصرة سيلتقي نظيره التركي، يشار غولر، في اجتماع مغلق، دون الإعلان عن تفاصيل حول جدول أعمال الزيارة أو مدتها. وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت الشهر الماضي أن الحكومة السورية طلبت دعمًا رسميًا من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة جميع "التنظيمات الإرهابية"، مؤكدة أنها "تواصل تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية لسوريا استجابة لطلب من دمشق".

وفي هذا السياق، أوضح العميد الطيار المجاز والمحلل العسكري السوري، عبد الهادي ساري، لحلب اليوم، أن "تركيا لطالما بعثت برسائل كثيرة على لسان وزير دفاعها بأنها مستعدة لتقديم المساعدة العسكرية من أجل تعزيز القدرة الدفاعية للقوات المسلحة السورية، وتكرر ذلك على لسان صاحب أعلى سلطة وهو الرئيس رجب طيب أردوغان".

وأشار إلى أن "المشاكل التي كثرت في سوريا وخاصة الطائفية منها"، لعبت دورًا في دفع الجهود التركية نحو الأمام، حيث "خرج بعض المتمردين على القانون السوري، مع محاولة الاستقواء بالخارج والطلب بشكل رسمي من دولة معادية لسوريا ألا وهي إسرائيل الاحتماء بها ومحاولة تقديم الدعم الدولي لهذه الفئة المتمردة".

وقال فيدان إن المسؤولين الأتراك يجتمعون بشكل دوري ومكثف مع المسؤولين السوريين، حيث تتجه سوريا للاستقرار وتطوير علاقات دولية بناءة، لكن إسرائيل تعمل على إثارة الفوضى عبر سياساتها التوسعية التي تمتد إلى سوريا، وتسعى لإضعافها وزعزعة استقرارها، مما يخلق صعوبات أمام الحكومة السورية بسبب ضعف الإمكانات. وأشار إلى أن هناك أطرافا لا تريد لسوريا الاستقرار، مؤكدا أن الفوضى في سوريا أولوية بالنسبة لإسرائيل بينما يخدم الاستقرار في سوريا كل دول المنطقة، ويعيق التدخل الخارجي السلبي مسار تحقيق الاستقرار في سوريا.

من جانبه، لفت وزير الخارجية السوري إلى أن بلاده تمر بوقت دقيق وتواجه تحديات جديدة لا تقل خطورة عن التي واجهتها في سنوات الحرب، مضيفا أن التهديدات الإسرائيلية المتكررة في مقدمة تلك التحديات الخارجية المباشرة وغير المباشرة التي تسعى إلى إضعاف الدولة السورية، كما أكد أن ما حدث في السويداء افتعلته إسرائيل لبث الفتنة الطائفية.

ويضيف العميد ساري أن "الجميع يعلم ماذا حصل في السويداء من غدر وتنكيل بالقوات المسلحة السورية والقوى الأمنية بالاضافة إلى قوات العشائر التي دخلت مدينة السويداء وكيف أن من يسمي نفسه المجلس العسكري بقيادة الهجري غدر ونكل بأبناء البدو، ومع دخول القوات السورية لفض الاشتباك فيما بينهم، حاولت هذه المجموعات المتمردة الغدر بالقوات المسلحة بدعم من إسرائيل عبر توجيه عدة ضربات للقوات المسلحة في السويداء بالإضافة إلى القيام بأعمال عسكرية مضادة وتوجيه ضربات جوية إلى المقار العسكرية وخاصة وزارة الدفاع بالإضافة إلى القصر الجمهوري".

ويرجح العميد أن يكون الدعم التركي لوجستيا أو استخباراتيا، أو بالوسائط العسكرية مثل السلاح والذخيرة لملئ الفراغات العسكرية التي حصلت بعد سقوط النظام البائد، مثل المطارات والقواعد العسكرية المهجورة والتي دُمرت من قبل إسرائيل، حيث لا يستبعد أن "يتم ملؤ هذه الفراغات بقوى ووسائط قادرة على الدفاع عن حياض سوريا وحدودها الخارجية وأيضا لحفظ الأمن والأمان للشعب السوري وكبح جماح كل المتمردين سواء كانوا من قوات قسد شمال شرق سوريا أو مجموعات الهجري في السويداء والمجلس العسكري الخارج عن القانون الذي يستقوي بالخارج".

أما عن التداعيات التي يمكن أن تحصل، فيرى المحلل العسكري أن إسرائيل ربما لا ترضى ببناء القدرة الدفاعية للقوات المسلحة السورية من خلال تركيا، ويتوقع حدوث مواجهة بين السياسة التركية وبين السياسة الإسرائيلية في محاولة لمنع أنقرة من تقديم هذه المساعدة أو الدعم العسكري لسوريا.

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من زيارة أجراها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى دمشق في 7 من آب الحالي، حيث التقى حينها الرئيس أحمد الشرع، وناقشا التهديدات الأمنية الداخلية والخارجية التي تمس سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وبحث الجانبان الأنشطة الإسرائيلية التي تستهدف الأراضي السورية.

مشاركة المقال: