الأربعاء, 13 أغسطس 2025 03:56 PM

سوريا والعراق يبحثان إحياء خط أنابيب كركوك-بانياس النفطي: هل يعود شريان الطاقة التاريخي؟

سوريا والعراق يبحثان إحياء خط أنابيب كركوك-بانياس النفطي: هل يعود شريان الطاقة التاريخي؟

تبذل الحكومة السورية جهودًا مكثفة لإعادة تشغيل خط أنابيب كركوك – بانياس النفطي بالتعاون مع العراق، وذلك في إطار سعيها لتحسين وضع الطاقة في البلاد. وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، يوم الثلاثاء، بأنه التقى وزير الطاقة السوري، محمد البشير، في بغداد لمناقشة هذا الملف.

تناول الطرفان خلال اللقاء "إمكانية إعادة إحياء خط الأنابيب الناقل لنفط كركوك – بانياس"، مع الاتفاق على تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة حالة الخط وتقييم الخيارات المتاحة لتأهيله، باعتباره "أحد المشاريع التي تخطط لها الحكومة في إطار سعيها لتعدد منافذ التصدير".

الخبير الاقتصادي السوري، أدهم قضيماتي، أوضح لـ"حلب اليوم" أن الحكومة تبحث عن حلول عاجلة لتخفيف أزمة الطاقة، ريثما يتم استكشاف واستخراج مصادر الطاقة محليًا، معتبرًا ذلك "الحل المناسب".

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي السوري، فراس شعبو، أن "سوريا هي أم الموارد"، مشيرًا إلى أن لديها "اكتفاء ذاتيًا من النفط والغاز والفوسفات والزراعة والصناعة والتجارة والسياحة، والموارد الضريبية"، لكنها تحتاج إلى استغلال هذه الموارد بشكل أفضل.

كما اعتبر شعبو أن رفع العقوبات الأمريكية سيكون مفيدًا في المجالات المتعلقة بمحطات الطاقة ومحطات تكرير النفط والمصافي، مثل محطة بانياس، التي عانت من "خلل كبير" بسبب صعوبة استيراد المواد وقطع الغيار نتيجة لإحجام الدول عن ذلك بسبب القرار الأمريكي.

ويرى قضيماتي أن سيطرة الحكومة السورية على الحقول النفطية سيسهم في زيادة الاستثمار والاستكشاف، مع دخول شركات أجنبية والعمل على إنشاء شركات محلية في السنوات المقبلة.

وفيما يتعلق بحجم الثروات الطبيعية، تشير التقديرات إلى أن سوريا قادرة على إنتاج 10 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا، في حين أن حاجة البلاد تتجاوز 18 مليون متر مكعب. أما بالنسبة للنفط، فإن الإنتاج يتجاوز 200 ألف برميل يوميًا في جميع أنحاء البلاد، مع وجود احتياطي يقدر بنحو 2.5 مليون برميل نفط.

يسعى العراق من خلال هذا المشروع إلى تنويع منافذ تصدير النفط والوصول إلى الأسواق الأوروبية، وتقليل الاعتماد على الموانئ الجنوبية، بالإضافة إلى خفض التكاليف وزيادة القدرة التنافسية. وتشير التقديرات إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع تقترب من 8 مليارات دولار.

يذكر أن خط أنابيب كركوك – بانياس قد تم إنشاؤه عام 1952 بهدف نقل النفط الخام من حقول كركوك النفطية في العراق إلى ميناء بانياس السوري على البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه توقف عن العمل نهائيًا عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق.

يبلغ طول الخط حوالي 800 كيلومتر، وتبلغ طاقته التصديرية نحو 300 ألف برميل يوميًا، وفقًا لموقع "العربي الجديد". ويعتبر الخط منفذًا استراتيجيًا تاريخيًا منح العراق القدرة على تصدير نفطه إلى الأسواق الأوروبية عبر المتوسط، بعيدًا عن الاختناقات الملاحية في الخليج ومضيق هرمز.

وقد شهد الخط عدة محاولات لإعادته للخدمة، أبرزها في عام 2007 حين اتفقت بغداد ودمشق على بدء أعمال المسح والصيانة، إلا أن الخلافات السياسية والأوضاع الأمنية حالت دون إنجاز المشروع. ثم في عام 2010، طُرحت خطة شاملة لإعادة التأهيل تضمنت استبدال المقاطع التالفة وتحديث محطات الضخ والقياس باستخدام تقنيات حديثة، لكنها توقفت عام 2011.

مشاركة المقال: