استضافت دار رجب باشا للثقافة في حلب أمسية سينمائية حوارية مميزة، تم خلالها عرض فيلمين للمخرج السوري يزن النكدلي، وهما "داخل الصندوق" و"القتال في الداخل".
يتناول الفيلمان معاناة المهجرين السوريين، وذلك بحضور المخرج وجمع من الجمهور والمختصين المهتمين بالشأن الثقافي والفني.
الأمسية نُظمت ضمن مشروع "باي ديفولت"، الذي يهدف إلى أن يكون مؤسسة إنتاج ثقافي وفني محلية تعكس هوية سوريا وتعزز الثقافة والفن بأعلى مستويات الجودة.
باي ديفولت… منصة مستقلة للسينما المستقلة
كرم زعتري، من فريق المشروع، صرح لمراسلة سانا بأن إقامة هذه الأمسية تأتي في إطار السعي لإيجاد منصة دائمة للسينما المستقلة، وذلك عبر سلسلة من العروض الحوارية التي تهدف إلى تحفيز التبادل الثقافي بين السوريين في الداخل والخارج، ودعم رواية قصصهم بإبداع يلامس هموم الإنسان السوري.
معاناة اللاجئين السوريين في فيلمين
بعد العرض، شارك النكدلي، الذي درس التمثيل في ألمانيا منذ عام 2015، تجربته مع الحضور، موضحاً أن فيلم "داخل الصندوق"، الذي تبلغ مدته 10 دقائق، يتناول معاناة اللاجئين في الغربة من الظلم الاجتماعي والتمييز. أما فيلم "القتال في الداخل"، ومدته 20 دقيقة، فيرصد هذه المعاناة بطريقة أخرى، من خلال قصة شاب سوري يُدعى عمر، يستعيد كرامته عبر ممارسته رياضة الملاكمة.
وأضاف النكدلي أنه حاول نقل صراع المهاجر بين الحفاظ على هويته والاندماج في المجتمع الجديد، حيث تتحول حلبة الملاكمة إلى فضاء للتحرر الذاتي.
جمالية سينمائية مع رؤية بصرية عميقة
من جانبها، علقت المصممة لبنى وهبة خلال الجلسة على البعد الجمالي للفيلمين، اللذين يمتزجان برؤية بصرية عميقة. وأشارت إلى أن الفيلم الأول ينسج التراث البصري مع جراح الغربة بطريقة تذكر بأن الهوية لا تُفقد، بل تتنفس عبر الفن، بينما يقدم الفيلم الثاني الرياضة كاستعارة للصراع الوجودي للإنسان في غربته.
يواصل مشروع باي ديفولت فعالياته الشهرية بدعم المواهب السورية الناشئة، حيث تُعقب كل عرض جلسات حوارية تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي بين المبدعين والجمهور.